غلط (١) اذا النظر المرآتى متوجه الى شخص اللفظ والمعنى حال الاستعمال وهما
______________________________________________________
صورة ان يكون المعنيان فى ظرف واحد ولحاظ واحد فى نظر اللافظ بنظره الاستقلالى اليهما ولكن فى المقام يجمع بين اللحاظ الآلي والاستقلالى ضرورة ان من يريد وضع اللفظ يتوجه اليه بالنظر الاستقلالى ويكون فى الاصطلاح ما فيه بنظر واما اذا اراد استعماله فى المعنى فاللازم ان يكون مما به ينظر ويكون آلة للحاظ المعنى فكيف يمكن ذلك.
(١) وتوضيح الجواب عنه بان النظر الى شخص هذا اللفظ لا يكون إلّا عبوريا الى طبيعة اللفظ التى قصد تحقق العلاقة والربط بينها وبين المعنى فبوجهته الشخصية يستعمل فى المعنى فمتعلق اللحاظ الاستقلالى انما كان هو طبيعة اللفظ الذى قصد تحقق العلقة بينها وبين المعنى ومتعلق اللحاظ الآلي كان هو شخص هذا اللفظ ومعه لم يجتمع اللحاظان فى موضوع واحد كى يتوجه عليه محذور الاستحالة المزبورة كما هو واضح ومعه لا مانع من ان يكون نفس الاستعمال ككثرة الاستعمال موجبا لثبوت العلاقة والربط بين اللفظ والمعنى هذا اوّلا وثانيا يمكن ان يقال انه بالوجدان ان للنفس لمالها خلاقية لها القدرة على لحاظ امور مختلفه متباينة فى ان واحد منها الآلية والاستقلالية ثم بواسطة الاستعمال يفهم الوضع والاستعمال بتعدد الدال بمعنى قيام القرينة على ان هذا الاستعمال وضع ألا ترى ان الموضوع فى القضية شيء والمحمول شيء آخر والنسبة الحكمية ايضا ثالث والنفس فى آن واحد يحكم بان المحمول منسوب للموضوع فهل يمكن ان يقال ان النفس عند الحكم نسى الموضوع او المحمول فانها فى ظرف واحد يرى الجميع من دون تناف بينها فى اللحاظ اصلا. ولكن يرد على الوجه الاول كما عن الاستاد البجنوردي ، ج ١ ، منتهى ، ص ٤٧ ، من انه لا شك فى امكان كون شخص اللفظ حاكيا عن نوعه كما فى قولك ضرب فعل ماض حيث جعل شخص ضرب فى هذا المثال حاكيا عن نوعه ومعلوم انه ايضا لا يلزم من ذلك اجتماع اللحاظين الاستقلالى والآلي لكن هذا الكلام اجنبى عن محل بحثنا لان كلامنا الآن فى استعمال اللفظ فى معنى والقائه وارادة ذلك المعنى كقوله اعطنى ولدى محمدا مثلا فى ما اذا اراد التسمية بهذا الاسم بنفس هذا الاستعمال بل يأخذ المولود ويقول محمد فلحاظ مغفولية اللفظ والتفاته اليه متضادان والمعلوم ان فى هذا الاستعمال لا نظر له استقلاليا الى اللفظ اصلا لا الى شخصه ولا الى نوعه ولا الى طبيعته كما هو المفروض نعم لو استعمل اللفظ فى ذلك المعنى وتصور طبيعة اللفظ وذلك المعنى ايضا وجعل علاقة بينهما فهذا امر ممكن معقول لكنه خلاف الفرض وهو تحقق الوضع بنفس الاستعمال ففى الحقيقة فرض الاستاذ يرجع الى ان هاهنا استعمالا ووضعا وكل واحد منهما غير مربوط بالآخر وهذا ممكن لكنه خروج عن الفرض ـ