فى مفهوم آخر هو المرآة (١) لا انه مرآة كما لا يخفى (٢) ثالثها (٣) انه من التأمل
______________________________________________________
(١) اى مفهوم آخر وهو العام هو المرآة لا انه اى المفاهيم الاجمالية مرآة الى العموم والطبيعة وتوضيح ذلك كله هو ان دخل لحاظ الخاص فى لحاظ العام كونه محددا لوجه العام كما اذا نظرت شبحا فوضعت اللفظ لنوعه فان نوعه ليس ملحوظا بنفسه بل بوجهه وهو عنوان النوع إلّا ان عنوان النوع لما كان اعم من نوع الشبح ونوع غيره والعام قد عرفت لا يكون وجها للخاص بنفسه احتيج فى تقييد عنوان النوع ليكون وجها لنوع الشبح الى ملاحظة الشبح الخارجى فى المثال فتصور الخاص وان كان دخيلا فى تصور نوع إلّا انه بالكيفية المذكورة اعنى كونه محدد الوجه نوعه لا كونه وجها لنوعه.
(٢) اشارة الى ما افاده المحقق الخراسانى فى كفايته ، ح ١ ، ص ١٠ ، قال لان العام يصلح لان يكون آلة للحاظ افراده ومصاديقه بما هو كذلك فانه من وجوهها ومعرفة وجه الشيء معرفته بوجه بخلاف الخاص فانه بما هو خاص لا يكون وجها للعام ولا لسائر الافراد الخ والمراد من وجه الشيء ان يكون النظر اليه نظرا اليه فى الجملة بعنوان العام ويكون مميزا للموجه ـ والجواب عنه ان العام بما هو عام لا يكون وجها ومرآة للخاص وانما يصلح لذلك بتوسط تحديده وتضييق دائرته كما ان دلالته على الخاص انما تكون بذلك ايضا لان العام صالح لان يكون وجها لكل واحد من افراده فكونه وجها لواحد منها بخصوصه انما يكون بتقييده بنحو لا ينطبق إلّا عليه فالعام الحاكى عن تمام افراده بخصوصيتها ليس عاما فى الحقيقة بل يكون خاصا مرادفا لقولنا تمام الافراد ـ وان شئت قلت ان العام لا يمكن ان يكون مرآة للخاص بوجه فانه من المستحيل ان يكون الطبيعى حاكيا عن وجود شخص اعنى وجود الرابط والرابطى فان الانسان وجود رابطى محمول على زيد وله العمومية فكيف يمكن ان يكون هو نفسه ـ هذا اذا كان القسمين الاولين ، واما اذا كان القسمين الاخيرين فيمكن كما مر ـ فعلى اى المفهوم الاجمالى المخترع للنفس وهو شخص او فرد او هذا الذى يكون له مفهوم عام ينطبق على زيد الخارجى فانه من رأسه الى قدمه شخص وفرد ولا يكون من رأسه الى قدمه انسان بل بعض منه كما لا يخفى وبالجملة انه يلاحظ الواضع العنوان المبهم الاجمالى المنطبق على الخصوصيات ويضع اللفظ بازاء مصاديق ذلك المبهم وان شئت قلت بوجه آخر كما تقدم بان يضع اللفظ بازاء ذلك المعنى المبهم لكن لا بما هو مبهم محض بل بما انه مشتمل على خصوصية زائدة كخصوصية كونه معروض الخطاب او الغيبة او الاشارة او المعهودية.
(٣) فى القسم الرابع من الوضع وهو خصوص الوضع وعموم الموضوع له وحقيقته ان يتصور الواضع شخصا خاصا كزيد مثلا ثم يضع اللفظ بازاء الطبيعى الذى ينطبق عليه و