.................................................................................................
______________________________________________________
بسائط غاية البساطة ، وما قيل فى المعقول من ان المفاهيم مجردة فى مرحلة التعقل فان المدرك فيه مجرد من المادة والمقدار والاضافة معا ويكون محذوفا عنه كل شيء كما هو الحال فى حقائق الاشياء فانها موجودة فى قوة العاقلة مجردة عن جميع عوارض المادة والمقدار والاضافة ولكن تخيل ان المراد من التجرد هو التجرد عن كل شيء حتى من الاجزاء العقلية غفلة عن ان مرادهم من التجرد هو التجرد عن المادة والصورة والمقدار لا تجردها من الاجزاء العقلية حتى يشمل الاجناس والفصول كما هو واضح ـ مضافا الى انه بناء على تسليم كون المفاهيم بسيطة وانه لا جامع فى البين فمع ذلك لا يلزم ارتفاع النقيضين كما سيأتى فانه يكون موضوعا للماهية المبهمة كما لا يخفى. وقال المحقق النائينى فى الاجود ، ج ١ ، ص ٢٧ ليس المراد من الكلية والجزئية فى المقام ما هو المتبادر منها فى المفاهيم الاسمية من قابلية الصدق على الكثيرين وعدمها كما توهمه المحقق صاحب الكفاية (قدسسره) فاورد على القائلين بكون الموضوع له خاصا بان ما يستعمل فيه الحروف غالبا لا يكون خاصا كما فى مثل سر من البصرة الى الكوفة فان ما يستعمل فيه الحروف كما عرفت فى المقام الاول ليس إلّا النسب الرابطة فى الكلام بحيث اذا افيد الكلام مرة ثانية تكون النسبة مغايرة للاولى وهذه النسبة يستحيل صدقها على الخارج حتى تتصف بالكلية والجزئية باعتبار الصدق وعدمه وبعبارة واضحة المفهوم الاسمى والحرفى متعاكسان فان المفهوم الاسمى له خارج يطابقه ولو فرضا فاما ان يكون الوضع لنفس المفهوم او لمصاديقه بخلاف المفهوم الحرفى فانه متقوم بطرفى الكلام ويستحيل صدقه على موطن آخر غير موطنه الكلامى بل هو من جملة ما ينطبق عليه المفهوم الاسمى كمفهوم النسبة الصادق على النسبة الخارجية والكلامية فالمفاهيم الاسمية مفاهيم منطبقة والمفاهيم الحرفية مما ينطبق غيرها عليها ـ لا هى على غيرها ، بل المراد من الكلية والجزئية فى المعان الحرفية هو ان ما يتقوم به النسبة الكلامية وهى اطراف الكلام كما انها خارجة عن حريم المعنى الحرفى فهل التقيدات ايضا خارجة حتى يكون الموضوع له واحدا وكليا ام هى داخله فى الموضوع له حتى يكون المعنى متعددا والموضوع له خاصا وبعبارة اخرى المفاهيم الحرفية لا بد فى مقام الوضع لها من تصور مفاهيم اسمية عامة كمفهوم النسبة الابتدائية فيكون الوضع لا محاله عاما ثم ان الموضوع له اما ان يكون تلك المفاهيم الربطية الكلامية بخصوصياتها فيكون الموضوع له خاصا او لا فيكون عاما وهذا معنى كلام الفصول حيث قال ويحتمل خروج القيد والتقيد انتهى. وفيه ان المراد من الكلية صدق على كثيرين وسيأتى فى وضع الحروف بيان ذلك وعدم تمامية ما ذكره