.................................................................................................
______________________________________________________
فى عالم المفهوم والمعنى وتقييدها بقيود خارجة عن حقائقها ومع هذا لا نظر لها الى النسب والروابط الخارجية ولا الى الاعراض النسبية الاضافية فان التخصيص والتضييق انما هو فى نفس المعنى سواء كان موجودا فى الخارج ام لم يكن فالمفاهيم الاسمية بكليتها وجزئيتها وعمومها وخصوصها قابلة للتقسيمات الى غير النهاية باعتبار الحصص او الحالات التى تحتها ولها اطلاق وسعة بالقياس الى هذه الحصص او الحالات سواء كان الاطلاق بالقياس الى الحصص المنوعة كاطلاق الحيوان مثلا بالاضافة الى انواعه التى تحته او بالقياس الى الحصص المصنفة او المشخصة كاطلاق الانسان بالاضافة الى اصنافه او افراده او بالقياس الى حالات شخص واحد من كمه وكيفه وسائر اعراضه الطارية وصفاته المتبادلة على مر الزمن وبما ان غرض المتكلم فى مقام التفهيم والافادة كما يتعلق بتفهيم المعنى على اطلاقه وسعته كذلك قد يتعلق بتفهيم حصة خاصة منه فيحتاج ح الى مبرز لها فى الخارج وبما انه لا يكاد يمكن ان يكون لكل واحد من الحصص او الحالات مبرزا مخصوصا لعدم تناهى الحصص والحالات بل عدم تناهى حصص او حالات معنى واحد فضلا عن المعانى الكثيرة فلا محاله يحتاج الواضع الحكيم الى وضع ما يدل عليها وليس ذلك إلّا الحروف والهيئات الدالة على النسب الناقصة ، ولا فرق فى ذلك بين ان تكون الحصص موجودة فى الخارج او معدومة ممكنة كانت او ممتنعة ومن هنا يصح استعمالها فى صفات الواجب تعالى والانتزاعيات كالامكان والامتناع ونحوهما والاعتباريات بلا لحاظ عناية فى البين فان الحروف وضعت لافادة تضييق المعنى فى عالم المفهومية مع قطع النظر عن كونه موجودا فى الخارج او معدوما ممكنا او ممتنعا فيدل على تضييقه على نسق واحد ويقول انه من ثمرات مسلكنا فى الوضع فان القول بالتعهد يستلزم وضعها لذلك فان الغرض قد يتعلق بتفهيم الطبيعى قد يتعلق بتفهيم الحصة ولا يكون عليها دال ما عدا الحروف وتوابعها فلا محاله يتعهد الواضع ذكرها او ذكر توابعها عند قصد تفهيم حصة خاصة كماء له مادة وماء البئر فكلمة اللام فى الاول وهيئة الاضافة فى الثانى تدلان على ان المراد من الماء ليس هو الطبيعة السارية الى كل فرد بل حصة خاصة منه وادعى على ذلك انه موافق للوجدان ومطابق للمرتكز فى الاذهان فان الناس يستعملونها لافادة حصص المعانى وتضييقاتها فى عالم المعنى غافلين عن وجود تلك المعانى فى الخارج او عدم وجودها وعن امكان تحقق النسبة بينها او عدم امكانها واما الحروف والهيئات الداخلة على المركبات التامة ايضا كذلك وضعت لافادة التضييق فى المعانى الاسمية هذا ملخص كلامه وفيه ان تخصيص مفهوم اسمى وتضييقه