الارادة بواسطة الهيئة (١) كهيئة الامر (٢) او بواسطة الحرف (٣) كلام الامر كقوله اضرب او لتضرب ففى مثلها لا مجال لصيرورة الفعل والجملة أخبارية (٤) والنكتة فيه ان الهيئة المزبورة وضعت لا لقاء الفاعل على المبدا (٥) المستتبع لاخراجه
______________________________________________________
ذلك ان من الجملة المختصة بالانشاء هيئة الامر ولام الامر فان هيئته مستعملة فى طبيعى نسبة البعث بين المتكلم والمخاطب والفعل المبعوث اليه كهيئة وليفعل فيكون مدلولها الذاتى اعنى مفهومها فانيا فى مدلولها بالعرض وهو ايقاع طبيعى نسبة البعث الخارجى وعليه لا تكون لنسبة البعث المزبورة خارج شخص تطابقه او لا تطابقه كما هو شان نسبة الفعل الماضى والمضارع فى مثل فعلت وافعل بان مفهوم هيئة فعلت وافعل يكون فانيا فى مدلولها بالعرض اعنى به الخارج الجزئى الذى يكون المتكلم بصدد الكشف عنه وبعبارة اخرى لا يكون فيه محكى تحكى عنه النسبة الإيقاعية الذهنية كى تطابقه تارة ولا تطابقه كما فى الاخبار بل لا تكون الجملة فيه الا مشتمله على نسبة إيقاعية إرسالية بين المبدا والفاعل من دون مدخلية فيه لقصد الجدية والهزلية كما هو كذلك فى الاخبار ايضا لان هذه الامور انما كانت من دواعى الاخبار والانشاء فانه كما يخبر او ينشا هزلا يخبر وينشا جدا ايضا فلا يكون من مقوماتها ، فاتضح بذلك ان مفهوم هيئة افعل وما يجرى مجراها هو ايقاع طبيعى نسبة البعث بنحو المعنى الحرفى لا التحريك ولا البعث ولا الطلب ولا الارادة على القول بمغايرتهما بل التحريك والبعث عنوانان منتزعان من نفس انشاء البعث بمثل صيغه افعل كما ان انشاء البعث بها يدل بنحو الدلالة العقلية اعنى دلالة الإنّ على طلب المتكلم وارادته لصدور طبيعى المامور به من المامور وعليه لا يكون طلب المتكلم وارادته لمتعلق الامر مدلولا لفظيا لصيغة الامر الصادر منه وبعبارة اخرى عدم دلالة الهيئة فى مثل اضرب فى فرض الجد بالارسال على الطلب الحقيقى الذى هو عين الإرادة او ما ينتزع عن مقام اظهارها كالايجاب والالزام والتحريك الا على نحو الالتزام دون المطابقة من جهة ان مفاد الهيئة كما عرفت عبارة عن النسبة الإيقاعية الإرسالية بين المبدا والفاعل وح فدلالتها على الطلب انما هو باعتبار كون هذه النسبة من شئون الطلب ولازمه كما هو واضح.
(١) فانه قد تبرز الارادة بيجب وبجرم واخرى بواسطة الهيئة.
(٢) مثل افعل.
(٣) مثل لتضرب.
(٤) بل متمحض فى الانشائية.
(٥) اى ايقاعه فيه فهيئة افعل موضوعة للنسبة التكوينية القائمة بين المكوّن