الا نحوا من توجه النفس الى شىء معين وهذا التعيين تارة يكون بواسطة قرينة خارجيه من حركة يدا وبواسطة بيان تفصيلى بلفظة من مثل الانسان فى هذا الانسان ففى الحقيقة فى موقع الاشارة باليد ليست اليد آلة للاشارة بل قرينة على تعيين المشار اليه وإلّا فحقيقة الاشارة ليس إلّا توجه نفسه الى المعين باليد واذا فرض تعيين المشار اليه فى موقع الإشارة باللفظ بواسطة ما جىء به فى ذيله من عطف البيان بعنوان آخر تفصيلى فلا تحتاج الاشارة المزبورة الا الى منبئ ومبرز (١) وليس ذلك إلّا لفظ هذا مثلا بلا احتياج الى آلة كما لا يخفى
______________________________________________________
اسم الإشارة فى مقام الهزل والسخرية وكل مورد تنخرم فيه الاشارة الواقعية مع انه لا شبهة فى صحة استعماله فى تلك الموارد على سبيل الحقيقة ولا الاشارة الإيقاعية المنشأة نفس الاستعمال للزوم الدور والخلف كما مر فنفس الموضوع له لاسم الإشارة عبارة عن حصة من الذات المبهمة بماهيتها ويكون الوجود بكلا نحويه خارج عنها فكذلك اشارة التى توجه النفس ويكون ما به تخصص الموضوع له هى الاشارة بماهيتها والوجود بكلا نحويه خارج عنها.
(١) فيكون اللفظ مبرز التوجه النفس الى المشار اليه وبذلك كله يمكن توجيه كلام صاحب الكفاية قدسسره قال فى ج ١ ص ١٦ حيث ان اسماء الإشارة وضعت ليشار بها الى معانيها فان مراده هو الامر المبهم الذى لم يلحظ فيه شيء من الخصوصيات وكون ذلك المبهم قد تعلقت به الاشارة على النحو الذى ما مر دون ان يكون المراد منها انها مثل ذا وضعت للمفرد المذكر وآلة لايجاد الاشارة بها حين الدلالة عليها فانه قد مر بطلانه وقال المحقق الاصفهانى فى النهاية ج ١ ص ٢١ بل التحقيق ان اسماء الإشارة والضمائر موضوعة لنفس المعنى عند تعلق الاشارة به خارجا او ذهنا بنحو من الانحاء فقولك هذا لا يصدق على زيد مثلا إلّا اذا صار مشارا اليه باليد او بالعين مثلا فالفرق بين مفهوم لفظ المشار اليه ولفظ هذا هو الفرق بين العنوان والحقيقة نظير الفرق بين لفظ الربط والنسبة ولفظ من وفي وغيرهما وح فعموم الموضوع له لا وجه له بل الوضع ح عام والموضوع له خاص كما عرفت فى الحروف انتهى وتبعه استادنا الخوئى فى المحاضرات ج ١ ص ٩١ قال فالصحيح ان يقال ان اسماء الإشارة والضمائر ونحوهما وضعت للدلالة على قصد تفهيم معانيها خارجا عند الاشارة والتخاطب لا مطلقا فلا يمكن ابراز تفهيم تلك المعانى بدون الاقتران بالإشارة والتخاطب فكل متكلم تعهد فى نفسه بانه متى ما قصد تفهيم معانيها ان يتكلم بها مقترنة بهذين الامرين فكلمه هذا او ذاك