المعاصرين دامت بركاته (١) قد علق على درر الاصول لاستاذه المحقق الحائرى قدس الله سره فلله تعالى درّه وعليه اجره من احياء كلمات استاذه فرأيت انّ من الحرى ان اعلق واشرح كتاب مقالات الاصول للمحقق الكبير والاصولى العظيم ذا الفكر الصائب فقيه اهل البيت استاذ الفقهاء والمجتهدين ومنهم جملة من اساتذتي العظام وهو سماحة آية الله العظمى فى العالمين الشيخ ضياء الدين العراقى قدس الله تربته وذلك بامر استاذنا آية الله العظمى الميرزا هاشم الآملي دام ظله اداء لحق ذلك العالم الكبير الواجب على اهل العلم لفكره الباكر ويكون الشرح بحسب فهمي القاصر وفكرى الخاطئ واعترف أنه لا يصل فهمى وادراكى الا الى قطرة من بحر علمه. ولو انّى كتبت دورات من الاصول تقريرا لاساتذتى العظام والّفت كتابا كبيرا فى الاصول عند القائى بحث خارج الاصول على بعض الأحبّة وشرحا لكفاية الاصول إلّا انه اعرضت عن كل ذلك وقمت فى هذا لسفر الخطير اداء لحق هذا الاستاذ الوحيد الذى لم يصل الى فكره الصائب ومبتكراته البديعة شيء من المحققين والمجتهدين الا القليل فان من دقق النظر وخلى الذهن من الشبهات والتعصب والتقليد ـ يرى فيه البيانات العالية من السلف والخلف مع انضمام المطالب الغامضة والمبتكرات المعضلة بعبارات موجزة ـ والّفت ذلك مجردا لاحياء ذكره بمناسبة مضى نصف قرن على وفاته واداء لحق تلميذه المعظم الوحيد سماحة آية الله العظمى السيد الوالد قدسسره فاسئل الله تبارك وتعالى ان يوفقنى لاتمامه فانه غفور رحيم وليس لى فى هذا السفر الجليل الا التقرب الى الرب العزيز والوسيلة الى رضوانه وغفرانه ـ وهمّى فى هذا الشرح ان اذكر الثمرات الفقهية الفعلية للمسائل الاصولية بقدر الامكان واتعرض لبعض الامور المهمة التي لم يتعرض لها المحقق الماتن قدسسره ويكون تتميما لمسائل هذا العلم ـ ويقرب هذا الشرح من ستة اجزاء إن شاء الله تعالى وسمّيته ب ـ نماذج الاصول فى شرح مقالات أصول المحقق العراقى قدسسره ـ وراجعت فى شرحى هذا جملة من
__________________
(١) هو آية الله العظمى الحاج السيد محمد رضا الگلپايگانى.