وهذا مما يابى عنه العقل السليم والذوق المستقيم ـ فان قلت (١) ان ذلك (٢) انما يلزم لو كانت اعتباريّتها (٣) تابع اعتبار اىّ شخص كان واما لو قيل بانها تابع اعتبار معتبر خاص فلا شبهة ح فى انّ نظر غيرهم بالنسبة اليها طريق صرف بلا موضوعيّة له الا نظر شخص الجاعل وح لا يلزم ما ذكرت من التالى من انعدام الفنون بالغفلة عنها ـ قلت ان كان الغرض من اعتبار الغير الخاص حدوث اعتباره محضا (٤) فلا شبهة فى انعدامه خصوصا بفناء معتبره فلازمه عدم بقاء الامر الاعتبارى اذ هو تابع اعتباره حدوثا وبقاء فلازمه ح عدم تصور بقاء للفنون حتى مع التفات غير المعتبر فضلا عن غفلته (٥) وهذا المعنى (٦) اشدّ (٧) محذورا فى باب الفنون الأبديّة بدية الغير المنسوخة (٨) وان كان الغرض اعتبار المعتبر بنحو يبقى اعتباره الموجب لبقاء
______________________________________________________
(١) وملخصه انه ينعدم الاعتبار ان كان الاعتبار بيد اىّ شخص من الاشخاص فبانعدامه او رفع اليد عنه او الغفلة عنه ينعدم ذلك الامر الاعتبارى المحض ويكون لحاظه واسطة فى الثبوت. واما لو كان الاعتبار من معتبر خاص وهو الجاعل ونظر الغير ولحاظه طريق الى ذلك الاعتبار فلا ينعدم الاعتبار بغفلة الغير عن هذا اللحاظ او اعتبار عدمه لكونه طريق محض والموضوعية لنفس نظر الجاعل الخاص.
(٢) اى انعدام الاعتبار والفنون.
(٣) اى الملازمة.
(٤) بان كان لحاظ المعتبر علّة لثبوت الاضافة والنسبة.
(٥) وملخصه وقد تقدم ان الغرض من اعتبار المعتبر والجاعل الخاص على نحوين تارة يكون غرضه هو حدوث الاعتبار المحض ـ واخرى يكون غرضه هو ببقائه فى موطنه بحيث يكون اللحاظ طريقا الى ذلك الامر الواقعى المحقق فى موطنه فان كان على النحو الاول فينعدم بانعدام معتبره ولا اثر لالتفات غير معتبره فضلا عن غفلته. وان كان على النحو الثانى فلا محال يكون الجعل والاعتبار موجبا لاحداث نحو اختصاص وعلاقة بين اللفظ والمعنى ومتحقق فى موطنه من الذهن والخارج ما دام يكون الجعل مقتضيا له سواء بقى المعتبر ام انعدم.
(٦) من كونها من الاعتباريات المحضة.
(٧) اما الاشدية فلاجل انها غير قابلة للتغيير فكيف يكون من الاعتباريات المحضة ويكون تابعا لاعتبار المعتبر.
(٨) ولعله يريد بذلك جملة من علوم الفلسفة من الرياضيات والهندسة بل الالهيات