الثالثة : أن القرشيين الذين هاجروا مع النبي صلىاللهعليهوآله ـ ما عدا بني هاشم ـ وافقوهم على ذلك ! فهذا أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ، وعمر بن الخطاب العدوي يؤيدان مطلب قريش مئة بالمئة !!
وتتفاوت الروايات هنا في التصريح في موافقة أبي بكر وعمر على مطلب قريش فبعضها كما رأيت في رواية الحاكم الصحيحة ينص على أن أبا بكر قال ( صدقوا يا رسول الله ! ) وقال عمر مثل قوله : صدقوا يا رسول الله ردهم اليهم !!
وبعضها لا تذكر تصديقهما لمطلب قريش وشهادتهما بأنه حق ، بل تقتصر على سؤالهما إن كانا هما اللذين سيبعثهما الله ورسوله لتأديب قريش ! كما في رواية الترمذي المتقدمة ، وكما في مستدرك الحاكم : ٣ / ١٢٢ ، وكما في مجمع الزوائد : ٩ / ١٣٤ و : ٥ / ١٨٦ ، وقال ( رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ) .
وقد غير بعض الرواة القرشيين ( الأذكياء ) اسم الشيخين الى ( ناس ) ففي مستدرك الحاكم :٢ / ١٢٥ ( فقال ناس : صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم !! وكذا في كنز العمال : ١٠ / ٤٧٣ وقال الهندي عن مصادره : أبو داود وابن جرير وصححه ، ق ض ) .
وبعضهم حذفوا اسم أبي بكر وعمر كلياً من الحادثة ! كما رأيت في سنن أبي داود ، وكما في كنز العمال : ١١ / ٦١٣ ، حيث رواه بعدة روايات عن أحمد ، وعن مصادر متعددة ، وليس فيه ذكر لأبي بكر وعمر !
الرابعة : يتساءل الباحث ما هي العلاقة التي كانت تربط أبا بكر وعمر بسهيل بن عمرو ، ولماذا أيدا مطلب قريش المفضوح ؟!
ويتساءل : مادام النبي صلىاللهعليهوآله فهم خطة القرشيين وغضب ورفض مطلبهم وهددهم بالحرب ثانية ، بل وعدهم بها .. فلماذا استشار أبا بكر وعمر في الموضوع ؟!
على أي حال ، إن أقل ما تدل عليه النصوص : أن زعامة قريش كانت متمثلةً في ذلك الوقت بهؤلاء الأربعة ، الذين جمعتهم هذه الحادثة وهم :