على أن للباحث أن يرجح أن اسم المعترض هو : جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري ، وليس الحارث بن النعمان الفهري .. بدليل أن الحافظ أبي عبيد الهروي المتوفى سنة ٢٢٣ ، ضبطه في تفسيره بهذا الإسم ، وكل العلماء السنيين يحترمون علم أبي عبيد ، وخبرته بالأحاديث ، وقدم عصره .
وجابر بن النضر شخصيةٌ قرشية معروفة ، لأنه ابن زعيم بني عبد الدار ، حامل لواء قريش يوم بدر .. فلا يبقى لابن تيمية والنواصب حجةٌ في رد الحديث !
على أن الباقين الذين وردت أسماؤهم في روايات الحديث ، كالحارث الفهري وغيره ، ترجم لهم المترجمون للصحابة أيضاً ، أو ترجموا لمن يصلحوا أن يكونوا أقارب لهم .
المسألة السادسة : طرق وأسانيد حديث حجر الغدير
أولاً : طرق وأسانيد المصادر السنية
الطريق الأول : حديث أبي عبيد الهروي في كتابه : غريب القرآن ، وقد تقدم ، وهو بمقاييس أهل الجرح والتعديل السنيين بقوة المسند المقبول .
الطريق الثاني : حديث الثعلبي عن سفيان بن عيينة .. وله أسانيد كثيرة ، وأكثر الذين ذكرهم صاحب الغدير ، رووه عن الثعلبي بأسانيدهم اليه ، أو نقلوه من كتابه .
ـ وذكر السيد المرعشي عدداً منهم في إحقاق الحق : ٦ / ٣٥٨ ، قال :
ـ العلامة الثعلبي في
تفسيره ( مخطوط ) : روى بسنده عن سفيان بن عيينة رحمهالله سئل عن قوله تعالى : سَأَلَ
سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك ، حدثني أبي ، عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي رضياللهعنه وقال : من كنت مولاه فعلي
مولاه ، فشاع ذلك فطار في البلاد ، وبلغ ذلك الحارث ( خ . الحرث ) بن النعمان الفهري ، فأتي رسول الله