إنه تاريخٌ طويلٌ مشرقٌ عند القرشييين ، وإن كان أسود عند الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله !! ومن أجل هذا النسب وهذا التاريخ والصفات ، اجتمعت حوله قريش بعد فتح مكة ، وانضوت تحت زعامته !
* *
وكان النبي صلىاللهعليهوآله قد عين حاكماً لمكة بعد فتحها ، هو عتاب بن أسيد الأموي وحعل معه أنصارياً ، ولكن قريشاً كانت تفضل عليه سهيلاً ، وتسمع كلامه أكثر منه !
والدليل على ذلك أنه بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ارتدت قريش عن الإسلام ، وخاف حاكمها عتاب أن يقتلوه فاختبأ مع أنه قرشي أموي .. وبعد أيام وصلهم خبر يطمئنهم ببيعة أبي بكر التيمي ، وأن أحداً من بني هاشم لن يحكم بعد محمد صلىاللهعليهوآله فاطمأن سهيل بن عمرو ، وخطب في قريش بنفس خطبة أبي بكر في المدينة ، والتي مفادها أنه من كان يعبد محمداً فإن إلۤهه قد مات ، ونحن لا نعبد محمداً ، بل هو رسولٌ بلغ رسالته ومات ، وهو ابن قريش وسلطانه سلطان قريش ، وقد اختارت قريش حاكماً لنفسها بعده وهو أبو بكر ، فاسمعوا له وأطيعوا .
لقد طمأنهم سهيل بأن الأمر بيد قريش ، وليس بيد بني هاشم والأنصار اليمانية الذين ( يعبدون ) محمداً ، فلماذا الرجوع عن الإسلام !
فأطاعته قريش وانتهى مشروع الردة !
وأصدر سهيل أمره لعتاب الحاكم من قبل النبي صلىاللهعليهوآله : أخرج من مخبئك ، واحكم مكة باسم الزعيم القرشي غير الهاشمي أبي بكر بن أبي قحافة التيمي !
( راجع سيرة ابن هشام : ٤ / ١٠٧٩ ، وفيها : فتراجع الناس وكفوا عما هموا به ، وظهر عتاب بن أسيد ) .
سهيل بن عمرو يحاول الإستقلال !
اقتنعت
قريش بعد فتح مكة أن العمل العلني ضد محمد صلىاللهعليهوآله محكوم بالفشل ..