ـ وفي الغدير : ١ / ٢٢٨
ونقل ابن كثير من طريق أحمد والحاكم والنسائي عن عايشة : أن المائدة آخر سورة نزلت . انتهى .
ويتضح من مجموع ذلك أن المتسالم عليه عند عند أهل البيت عليهمالسلام أن آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة .. وأنه مؤيدٌ برواياتٍ صحيحة وكثيرة ، في مصادر إخواننا .. بل يمكن القول بأن آية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وحدها تكفي دليلاً على أنها آخر نزلت في آخر ما نزل من كتاب الله تعالى ، لأنها تنص على أن نزول الفرائض قد تمت بها ، فلا يصح القول بأنه نزل بعدها فريضة ، على أنه وردت نصوصٌ بذلك كما تقدم عن الإمام الباقر عليهالسلام ، وكما سيأتي من رواية الطبري والبيهقي وقول السدي . وعليه ، فكل ما نزل بعدها من القرآن ، لا بد أن يكون خالياً من الفرائض والأحكام ، لأن التشريع قد تم بنزولها ، فلا حكم بعدها !
الآراء المخالفة والمتناقضة
ولكن هذا الأمر المحدد الواضح ، صار غير واضحٍ ولا محددٍ عندهم !! وكثرت فيه الروايات وتناقضت ! وزاد في الطين بلةً أن المتناقض منها صحيحٌ بمقاييسهم ! وأنها آراء صحابةٍ كبارٍ لا يجرؤون على ردهم !
ولعل السيوطي استحى من كثرة الأقوال في آخر ما نزل من القرآن ، فأجملها إجمالاً ، ولم يعددها أولاً وثانياً كما عدد الأقوال الأربعة في أول ما نزل !!
ونحن نعدها باختصار ، لنرى أسباب نشأتها !
١ ـ أن آخر آية هي آية الربا ، وهي الآية ٢٧٨ من سورة البقرة .
٢ ـ أن آخر آية هي آية الكلالة ، أي الورثة من الأقرباء غير المباشرين ، وهي الآية ١٧٦ من سورة النساء .
٣ ـ أن آخر آية هي آية ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ .. ) البقرة ـ ٢٨١ .