الثالثة : من قريش ، لكن من عترة النبي صلىاللهعليهوآله
لو غضينا النظر عن كل الإشكالات على الحديث ، وقبلنا أنه صدر عن النبي صلىاللهعليهوآله بصيغته التي صححوها في مصادرهم .. فهو إذن يقول : إن قادة الأمة الخاتمة اثنا عشر ربانياً قيماً على الأمة ، وإنهم من قريش .
ويأتي هنا السؤال : من أي قريش اختارهم الله تعالى ؟
إن بطون قريش أو قبائلها أكثر من عشرين قبيلة .. وقد ثبت في صحاحهم أن الله تعالى اختار قريشاً من العرب ، واختار هاشماً من قريش .. فهل يعقل بعد أن اختار الله تعالى معدن هاشم على غيره ، أن يختار الأئمة الإثني عشر الوارثين لنبيه صلىاللهعليهوآله القيمين على أمته ، من معدن أقل فضلاً ودرجةً من بني هاشم ؟!!
ـ ففي صحيح مسلم : ٧ / ٥٨
عن واثلة بن الأسقع : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم . انتهى .
ورواه الترمذي : ٥ / ٢٤٥ ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وقال عنه في ص ٢٤٣ ( هذا حديث حسن صحيح ) ثم روى عدة أحاديث بمضمونه ، منها :
عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض ( والكبوة المزبلة ! )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ، وخير الفريقين ، ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة ، ثم خير البيوت فجعلني من خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفساً ، وخيرهم بيتاً . هذا حديث حسن . وروى بعده نحوه بسند آخر ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب . انتهى .
ـ وفي صحيح البخاري : ٤ / ١٣٨
باب
قول الله تعالى : واذ كر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً . وإذ