نتائج حجة الوداع
على أي حال ، فقد اعتبر القرشيون أن حجة الوداع مرَّت بسلامٍ نسبياً ، فقد تحدث النبي صلىاللهعليهوآله كثيراً عن بني هاشم وعن عترته وعن ذريته من فاطمة ، وعن اختيار الله تعالى لهم ، وللأئمة منهم ، وعن تحريم الصدقات عليهم ، وفرض الخمس لهم .. ولكنه لم يتخذ إجراءً عملياً والحمد لله ، ولم يطلب من قريش والمسلمين أن يبايعوا علياً كبير العترة ، بصفته الإمام الأول من العترة !
أما النبي صلىاللهعليهوآله فقد اعتبر أنه بلغ رسالة ربه في عترته بأقصى ما يمكنه ، وأن قريشاً لا تتحمل أكثر من ذلك .. فقد وصل الأمر عندها الى آخر حدود الصبر ، ولو طلب منها بيعة علي بخلافته ، فإنها قد تطعن في نبوته وتتهمه بأن هدفه إقامة ملك لبني هاشم ، شبيهاً بملك كسرى وقيصر !!
وبذلك تستطيع قريش أن تقود حركة ردة في العرب ، وتخوفهم من القبول بملك بني هاشم بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، ملك يبدأ بعلي ثم يكون للحسن ثم للحسين ، ثم لا يخرج من أبناء فاطمة الى يوم القيامة !
وقد سجلت المصادر شبيه هذه العبارات ، على ألسنة زعماء قريش ! وكأن الملك ملك محمد صلىاللهعليهوآله وكأنه هو الذي أعطاه أو يريد أن يعطيه لعترته عليهمالسلام !!
الوحي يضغط على النبي صلىاللهعليهوآله من السماء وقريش من الأرض
كان جبرئيل عليهالسلام في حجة الوداع وظروفها المصيرية ينزل على النبي صلىاللهعليهوآله بأوامر ربه ، وقد يكون رافقه طوال موسم الحج ، وأملى عليه عبارات خطبه ...
وكان مما قال له في المدينة :
يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك إنه قد دنا أجلك ، وإني مستقدمك عليَّ ، ويأمرك أن تدل أمتك على حجهم ، كما دللتهم على صلاتهم وزكاتهم وصيامهم .