بهذا المنطق قالت الزهراء عليهاالسلام للأنصار : إن جوابكم لي جواب سياسي .. ومنطق الحجة الإلهية أعلى من منطق اللعب السياسية ، ومهيمنٌ عليه ، ومتقدم عليه رتبةً ، وفاضحٌ له .. فقد بلَّغَ أبي صلىاللهعليهوآله عن ربه ، وأخبركم أن المالك العظيم سبحانه قد قضى الأمر ، وجعل لأمة رسوله ولياً .. فمتى كان لكم الخيرة من أمركم حتى تختاروا زيداً أو عمراً ، بعد أن قضى الله ورسوله أمراً !!
فالحجة عليكم تامةٌ من أبي ، والآن مني ، ونعم الموعدُ القيامة ، والزعيمُ محمد صلىاللهعليهوآله وعند الساعة يخسر المبطلون !
* *
لقد كان إعلان غدير خمٍّ عملاً ربانياً خالداً ، بمنطق التبليغ والأعمال الرسولية .. وكانت الأعمال المقابلة له أعمالاً قويةً بمنطق الأعمال السياسية ، وفرض الأمر الواقع .. والعمل السياسي قد يغلب العمل الرسولي .. ولكنها غلبةٌ سياسيةٌ جوفاء بلا حجة ! ولو استمرت سنين ، أو قروناً ، أو الى ظهور المهدي الموعود عليهالسلام .
* *