الله بن مسعود : تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين سنة ، أو ست وثلاثين سنة ، أو سبع وثلاثين سنة ، فإن يهلكوا فسبيل من قد هلك ، وإن يقم لهم دينهم ، يقيم سبعين سنة مما مضى .
وقد وقعت أغلاطٌ كثيرةٌ في بيان معنى هذا الحديث ، ونحن نقول ما فهمناه على وجه التحقيق :
إن ابتداء هذه المدة من ابتداء الجهاد في السنة الثانية من الهجرة ...!!
وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي سنة خمس وثلاثين من ابتداء الجهاد وقعت حادثة قتل ذي النورين وتفرق المسلمين ....
ولكن الله تعالى بعد ذلك جعل أمر الخلافة منتظماً ، وأمضى الجهاد الى ظهور بني العباس ، وتلاشي دولة بني أمية ...
فتارةً أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خلافة النبوة ، وخصصه بثلاثين سنة ، والتي بعدهم عبرها بملكٍ عضوضٍ ، وتارة عن خلافة النبوة ، والتي تتصل بها كليهما معاً ، وعبرها باثني عشر خليفة ...
فالتحقيق في هذه المسألة : أن يُعتبروا بمعاوية وعبد الملك وبنيه الأربع ( كذا ) وعمر بن عبد العزيز ، ووليد بن يزيد بن عبد الملك ، بعد الخلفاء الأربعة الراشدين .
وقد نقل عن الإمام مالك أن عبد الله بن الزبير أحق بالخلافة من مخالفيه ، ولنا فيه نظر ، فإن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما قد ذكرا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن تسلط ابن الزبير واستحلال الحرم به مصيبةٌ من مصائب الأمة ، أخرج حديثهما أحمد عن قيس بن أبي حازم قال : جاء ابن الزبير الى عمر بن الخطاب يستأذنه في الغزو ، فقال عمر : أجلس في بيتك فقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فرد ذلك عليه ، فقال له عمر : في الثالثة أو التي تليها : أقعد في بيتك ، والله إني لأجد بطرف المدينة منك وأصحابك أن تخرجوا فتفسدوا على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرجه الحاكم .