يقول مؤيد الدين الاصفهاني المعروف بالطغرائي في لاميته المعروفة بلامية العجم :
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها |
|
|
|
فهل سمعت بظل غير منتقل |
|
وقد أسماها سبحانه متاع الحياة الدنيا في مقابل الآخرة التي أسماها بدار السلام في الآية التالية ، وقال : ( اللهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلامِ ).
ثمّ إنّه يبدو من كلام الطبرسي انّ هذا التمثيل من قبيل التمثيل المفرد ، فذكر أقوالاً :
أحدها : انّه تعالى شبَّه الحياة الدنيا بالماء فيما يكون به من الانتفاع ثمّ الانقطاع.
وثانيها : انّه شبهها بالنبات على ما وصفه من الاغترار به ثمّ المصير إلى الزوال عن الجبائي وأبي مسلم.
وثالثها : انّه تعالى شبَّه الحياة الدنيا بحياة مقدَّرة على هذه الأوصاف (١).
والحقّ انّه من قبيل الاستعارة التمثيلية حيث يعبر عن عدم الاعتماد والاطمئنان بالدنيا بما جاء في المثل ، وإنّما اللائق بالاعتماد هو دار السلام الذي هو سلام على الإطلاق وليس فيها أي مكروه.
وقد قيّد سبحانه في الآية دار السلام ، بقوله : ( عِندَ رَبِّهِمْ ) للدلالة على قرب الحضور وعدم غفلتهم عنه سبحانه هناك.
ويأتي قريب من هذا المثل في سورة الكهف ، أعني : قوله :
__________________
(١) مجمع البيان : ٣ / ١٠٢.