قال «الصّادق» عليهالسلام لبعض شيعته : أنتم هم ، ومن أطاع جبارا فقد عبده
(١) [١٧] ـ (فَبَشِّرْ عِبادِ) [١٨] ـ (الَّذِينَ) بحذف «الياء» وفتحها «ابو شعيب» وصلا وسكّنها وقفا (٢) (يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) أولاه بالقبول وأرشده الى الحقّ ، وهو عامّ.
او أريد به «الّذين اجتنبوا وأنابوا» اي هم الّذين ضمّوا هذه الخصلة الى تلك ، ولهذا وضع الظّاهر موضع ضميرهم.
ويفيد وجوب النّظر واولويّة إيثار الأفضل (أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ) بلطفه (وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) العقول الصحيحة من علل الهوى.
[١٩] ـ (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) جملة شرطيّة دخلتها همزة الإنكار ، وكرّرت [الهمزة] ـ (٣) في «فاء» الجزاء تأكيدا للإنكار ، ووضع الظّاهر موضع الضّمير لذلك و «الفاء» الاولى للعطف على مقدّر اي أنت مالك أمرهم ، فمن حقّ عليه كلمة العذاب بسوء إختياره فأنت تنقذه؟ يعني لا تقدر على قسره على الإيمان وإنقاذه من النّار الّتي استحقّها بفعله.
[٢٠] ـ (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ) علالي (مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ) علالي (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من تحت الغرف (وَعْدَ اللهِ) وعدهم الله ذلك وعدا (لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ) وعده.
[٢١] ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ) الينبوع المنبع والنّابع ، فهي ظرف أو حال اي ادخله في مجاريه كائنة (فِي الْأَرْضِ) أو حال كونه مياها نابعة فيها (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) اصنافه من برّ وشعير وغيرهما ، أو كيفيّاته كالخضرة وغيرها (ثُمَّ يَهِيجُ) ييبس ، لأنّه إذا يبس تهيّأ لأن يثور ويذهب
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٩٣.
(٢) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٧.
(٣) الزيادة من تفسير البيضاوي ٤ : ٩٦.