عليه وسبقها إيّاه (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا يستحق العبادة سواه (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) المرجع للجزاء.
[٤] ـ (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ) القرآن بالطّعن فيه (إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) عنادا منهم وبطرا (فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) من الشّام واليمن للتجارة ، سالمين مترفين فإنّهم وان أمهلوا مأخوذون كأمثالهم المذكورين في :
[٥] ـ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ) المتحزّبون على الرّسل كعاد وثمود وغيرهم (مِنْ بَعْدِهِمْ) بعد قوم نوح (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ) منهم (بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) ليهلكوه (وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا) ليزيلوا (بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ) بالتّدمير ، عقوبة لهم (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) تقرير أي هو في موقعه.
[٦] ـ (وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) وعيده بالعذاب ، وقرأ «نافع» و «ابن عامر» كلمات (١) (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) بكفرهم (أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) بدل من «كلمة» أو منصوب بنزع اللّام.
[٧] ـ (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) مبتدأ (وَمَنْ حَوْلَهُ) عطف عليه ، وهم «الكروبيون» اشرف طبقات الملائكة وأماكنه ، حملهم إيّاه وحفوفهم به فلا يعلمه إلّا الله ، ومن اعلمه به (يُسَبِّحُونَ) خبره (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) متلبسين بحمده أي يذكرونه بصفات جلاله وكماله (وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) لمّا كان الغرض تعظيم شأن الإيمان واهله ، اخبر عن ملائكة المقربين بالإيمان واعتنائهم بشأن أهله وسؤالهم المغفرة لهم ، يقولون : (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) أي وسع رحمتك وعلمك كل شيء ، وقدّمت «الرّحمة» لأنّها الغرض الأصليّ هاهنا (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا) عن الشرك (وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) دينك الحقّ (وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) نجّهم منه ، صرّحوا بالمطلوب بعد الرّمز تأكيدا وبيانا لهول العذاب.
__________________
(١) حجة القراءات : ٦٢٧.