بالمطر (وَما يَتَذَكَّرُ) يتّعظ بالآيات (إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) يرجع إليه معرضا عن الشّرك.
[١٤] ـ (فَادْعُوا اللهَ) اعبدوه (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) من الشرك (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) إخلاصكم.
[١٥] ـ (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) ارتفعت درجات كماله وجلاله عن أن يشرك به ، أو رافع مراتب الأنبياء والأولياء في الجنّة ، أو مقامات الملائكة (ذُو الْعَرْشِ) خالقه المستولي عليه بما حوى من الجسمانيّات (يُلْقِي الرُّوحَ) الوحي (مِنْ أَمْرِهِ) من عالم امره أي بإرادته (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) أن يخصّه بالرّسالة (لِيُنْذِرَ) الملقى إليه (يَوْمَ التَّلاقِ) يوم القيامة لتلاقي الأرواح والأجساد فيه ، وأهل السماء والأرض والعمّال وأعمالهم ونحو ذلك ، واثبت ، «ابن كثير» «الياء» مطلقا و «ورش» وصلا وكذا «التّناد» (١).
[١٦] ـ (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) بدل ممّا قبله أي خارجون من قبورهم أو ظاهرة سرائرهم وأكّد بقوله : (لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) من أعمالهم وغيرها (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) حكاية لما يسئل عنه في ذلك اليوم وما يجاب به ينادي به مناد ويجيبه أهل المحشر ، وخصّ ب «اليوم» لما مرّ في : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٢).
[١٧] ـ (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) إن خيرا فخيرا ، وان شرّا فشرّا (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) بنقص ثواب أو زيادة عقاب (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) إذ لا يشغله شيء عن شيء.
[١٨] ـ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ) الدّانية ، من أزف : قرب أي القيامة ، إذ كلّ آت قريب ، أو الموت (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ) ترتفع فتلتصق بها من الخوف (كاظِمِينَ) ممتلئين غمّا ، حال من اصحاب القلوب بتقدير «إذ قلوبهم» أو عنها ،
__________________
(١) حجة القراءات : ٦٢٧.
(٢) سورة الحمد : ١ / ٣.