أهلكهم ، ولا ينافيه آية : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) (١) لأنها مدنية.
[١٤] ـ (إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ) حال من «صاعقة عاد» أو ظرف لها باعتبار المعنى (مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) من كلّ جهاتهم بالإنذارات والحجج أو حذروهم ما مضى من هلاك الكفره وما يأتى من عذاب الآخرة أو بالعكس.
وقيل من بين أيديهم الرسل الذين عاينوهم ، ومن خلفهم الذين وصل إليهم خبرهم (أَلَّا) بأن لا (تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا) إرسال رسل (لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) رسلا (فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) على زعمكم (كافِرُونَ) إذ لستم بملائكة.
[١٥] ـ (فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ) على الخلق (بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا) ـ لمّا خوّفوا بالعذاب ـ : (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) اغترارا بقوّتهم ، كان أحدهم يقلع الصّخرة العظيمة من الجبل بيده (أَوَلَمْ يَرَوْا) يعلموا (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ) وخلق قوّتهم (هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) قدرة إذ لا تناهي لقدرته (وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) عنادا.
[١٦] ـ (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) باردة مهلكة من الصّرّ : البرد ، أو شديدة الصوت من الصرير (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) مشؤومات عليهم ، وسكّن «الحاء» «الحرميّان» و «البصريّان» وصفا على فعل أو مصدرا وصف به أو مخفف المكسور (٢) (لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) الذّلّ (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى) وصف العذاب بالخزي وهو في الأصل للمعذّب مبالغة (وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) بمنعهم منه.
[١٧] ـ (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) أريناهم طريق الهدى (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى) الضّلال (عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ)
(الْهُونِ) مصدر كالهوان ، وصف به مبالغة (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) من الكفر.
[١٨] ـ (وَنَجَّيْنَا) منها (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) «صالحا» ومن تبعه.
__________________
(١) سورة الأنفال : ٨ / ٣٣.
(٢) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٤٧ وحجة القراءات : ٦٣٥ مع اختلاف فيهما.