باختيارهم (وَالظَّالِمُونَ) الكافرون (ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) يمنعهم من العذاب.
[٩] ـ (أَمِ) بل أ(اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) أي الأصنام ، والهمزة للإنكار (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ) لا وليّ سواه (وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فهو الحقيق بالولاية.
[١٠] ـ (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ) مع الكفّار (فِيهِ مِنْ شَيْءٍ) من امور دينكم ودنياكم (فَحُكْمُهُ) مفوّض (إِلَى اللهِ) يفصل بينكم بإثابة المحق ومعاقبة المبطل (ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي) بتقدير : «قل» (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) ارجع في اموري.
[١١] ـ (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من اخبار ذلكم أو خبر محذوف (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) من جنسكم (أَزْواجاً) نساء (وَمِنَ الْأَنْعامِ) وجعل لها من جنسها (أَزْواجاً) ذكورا وإناثا ، أو لكم منها أصنافا (يَذْرَؤُكُمْ) يخلقكم ويكثركم ، من الذرء أي : البث ، والضمير على الأول للنّاس ، والأنعام بالتّغليب (فِيهِ) في هذا الجعل فإنّه سبب التوالد (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) أريد بمثله ذاته أي ليس مثل ذاته شيء كقولهم : مثلك لا يبخل ، مبالغة في نفيه عنه ، أو صفته أي ليس كصفته صفة ، وقيل : الكاف زائدة للتّأكيد (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) لكلّ مسموع ومبصر.
[١٢] ـ (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مفاتيح خزائنهما (يَبْسُطُ الرِّزْقَ) يوسعه (لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) يضيّقه لمن يشاء (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ومنه مصالح البسط والقبض.
[١٣] ـ (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى) أي بيّن لكم من الدين ما اشترك فيه «نوح» و «محمّد» صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن بينهما من أهل الشرائع المفسّر بقوله : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) أي أصوله من التّوحيد والنّبوّة والمعاد ، وهو بدل من مفعول «شرع» أو استئناف ، كأنّه جواب : وما ذلك المشروع؟ (وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) في هذه الأصول.