في متنزهاتها (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ) يتمنونه (عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ) الثواب (هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).
[٢٣] ـ (ذلِكَ) الثواب أو التبشير (الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ) بالتخفيف وشدّده «نافع» و «عاصم» و «ابن عامر» (١) (عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي يبشرهم به ، حذف الجارّ ثم العائد أي يبشرهموه (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على تبليغ الرسالة (أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ) كائنة (فِي الْقُرْبى) مصدر بمعنى القرابة ، جعلوا مكانا للمودة مبالغة.
والاستثناء متصل ، أي : لا أسئلكم اجرا إلّا هذا ، وهو في الحقيقة ليس أجرا إذ نفعه عائد عليهم ، أو منقطع أي لا أسألكم أجرا قطّ ، لكن أسألكم أن تودوا قرابتي.
عن «سعيد بن جبير» : لما نزلت ، قيل : يا رسول الله من قرابتك؟ قال : «علي» و «فاطمة» وابناهما ، (٢) والاخبار الواردة في ذلك من طرق العامّة والخاصّة مستفيضة تبلغ التّواتر المعنويّ وهو المطابق للظّاهر بخلاف تفسيره ب «لا اسألكم إلا أن تودّوني لقرابتي منكم» أو «إلا أن تودّوا الله في تقرّبكم إليه بالطاعة» (٣) (وَمَنْ يَقْتَرِفْ) يكتسب (حَسَنَةً) ، عن «السّدي» هي مودة آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعن «الحسن بن عليّ» عليهالسلام» : هي مودتنا أهل البيت اصحاب الكساء، (٤) وان عمّمت فمودتهم اصل كلّ حسنة وأساس كل طاعة (نَزِدْ لَهُ فِيها) في الحسنة (حُسْناً) بتضعيف ثوابها.
ودعوى نزولها في «ابي بكر» ومودته لهم ، يدفعها منع «فاطمة» عليهاالسلام نحلة
__________________
(١) حجة القراءات : ٦٤١.
(٢) تفسير مجمع البيان ٥ : ٢٨ ـ وراجع الحديث بطوله في تفسير القمي ٢ : ٧٥ وكتاب العمدة لابن البطريق الفصل التاسع.
(٣) هذا ردّ لكلام البيضاوي في تفسيره ٤ : ١٢٣.
(٤) ينظر تفسير مجمع البيان ٥ : ٢٩.