المعر اج (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) ملكا كجبرائيل (فَيُوحِيَ) الرّسول الى النّبيّ (بِإِذْنِهِ) بأمر الله (ما يَشاءُ) الله.
وقيل : الوحي هو الإلقاء الى الرّسول بواسطة الملائكة (١).
وإرسال الرسل إرسال الأنبياء الى الأمم ، وانتصب «وحيا» وما عطف عليه مصادر أي إلا وحيا أو اسماعا أو إرسالا ، إذ كل منها نوع من الكلام أو أحوالا أي إلّا موحيا أو مسمعا أو مرسلا ، ورفع «نافع» «يرسل» وسكّن «ياء» «يوحي» (٢) (إِنَّهُ عَلِيٌ) عن رؤية الأبصار (حَكِيمٌ) في أفعاله.
[٥٢] ـ (وَكَذلِكَ) أي وكما أوحينا الى سائر الرّسل (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً) هو القرآن تحيي به القلوب.
وقيل جبرائيل (٣) أو خلق أعظم منه ، وبقي مع الأئمّة عليهمالسلام (٤) أي أرسلناه إليك بالوحي (مِنْ أَمْرِنا) من عندنا أو بأمرنا (ما كُنْتَ تَدْرِي) قبل الوحي (مَا الْكِتابُ) القرآن (وَلَا الْإِيمانُ) أي شرائعه الّتي لا يستقلّ بمعرفتها العقل (وَلكِنْ جَعَلْناهُ) أي الكتاب أو الإيمان (نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) ممّن نعلمه أهلا للطف أي نوفّقه به لقبول الحقّ (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) لتدعوا الى دين الإسلام ويفسّره :
[٥٣] ـ (صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ملكا وخلقا (أَلا إِلَى اللهِ) الى حيث لا حكم لسواه (تَصِيرُ الْأُمُورُ) ترجع ، وفيه وعد ووعيد.
__________________
(١) نقله البيضاوي في تفسيره ٤ : ١٢٦.
(٢) حجة القراءات : ٦٤٣.
(٣) رواه الطبرسي في تفسير مجمع البيان ٥ : ٣٧ عن الصادقين (ع).
(٤) وقد مرّ معناه في سورة الإسراء ـ ٨٥.