اعتراف من تغلب فيها «بأنّ الرّسول أراد أمرا فخالفناه للمصلحة» (١) (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) بيّنا ، فرضيت ، فزوجها ل «زيد».
[٣٧] ـ (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) بالتوفيق للإسلام (وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق وهو «زيد بن حارثة» كان من سبي الجاهلية ، اشتراه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل مبعثه وأعتقه وتبّناه (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) «زينب».
روي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم رآها بعد ما زوجها منه فسبّح ، فسمعته فأخبرت «زيدا» فظنّ أنّها وقعت في نفسه ، فكره صحبتها فأتاه وقال : أريد فراقها لتكبّرها عليّ ، فقال «أمسك عليك زوجك» (٢)
(وَاتَّقِ اللهَ) في مفارقتها ومضارّتها (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) وهو نكاحها إن طلقها ، أو ما أعلمك إيّاه من انه سيطلقها وتتزوجها (وَتَخْشَى النَّاسَ) أن يعيروك به (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) لو كان موضع خشية.
والعتاب على الإخفاء مخافة النّاس وإظهار ما يخالف ضميره في الظاهر إذ كان الأولى أن يصمت ، أو يقول أنت وشأنك (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً) حاجة ، وطابت منها نفسه ، وطلقها وانقضت عدتها (زَوَّجْناكَها) إذنا لك بتزويجها ، أو جعلناها زوجتك بلا واسطة عقد ، فدخل عليها من غير إذن وأولم عليها لحما وخبزا كثيرا وكانت تفتخر بأنّ الله تولّى نكاحها دون غيرها.
وعن أهل البيت عليهمالسلام : «زوّجتكها» (٣)
__________________
(١) المعترف هو عمر بن الخطاب وذلك في محاورته مع عبد الله بن عباس والتي أشار فيها بشكل صريح إلى عزم الرسول (ص) على استخلاف امير المؤمنين قبل وفاته (ص) وإلى أن عمر نفسه منع الرسول (ص) من أن يفعل ذلك. ينظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، الجزء ١٢ : ٢٠.
(٢) نقله البيضاوي في تفسيره ٤ : ٤٢.
(٣) تفسير البيضاوي ٤ : ٤٣ وفيه : قرى : زوّجتكها.