[٣٠] ـ (ذلِكَ) أي طلب التمتع بالدنيا (مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) منتهى علمهم ، فلا اهتمام لهم إلا بالدنيا (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) فيجازي كلا بما يستحقّه.
[٣١] ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ملكا وخلقا (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا) تعليل لما دلّ عليه ما قبله أي خلق الملكوت ليجزي المسيئين بجزاء عملهم السّيّئ أو بسببه (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) بالمثوبة الحسنى أي الجنّة ، أو بسبب أعمالهم الحسنى.
[٣٢] ـ (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) فسرت «الكبائر» في النساء (١) وقرأ «حمزة» و «الكسائي» «كبير الإثم» (٢) و «الّذين» منصوب صفة أو مدح أو مرفوع خبر محذوف (وَالْفَواحِشَ) ما تزايد قبحه من الكبائر (إِلَّا اللَّمَمَ) وهو الصّغائر ، والاستثناء منقطع أي لكنّ اللّمم يغفر لمجتنبي الكبائر (إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ) فيغفر ما دون الشرك لمن يشاء (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ) بأحوالكم (إِذْ أَنْشَأَكُمْ) حين ابتدأ خلقكم بخلق آدم (مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ) جمع جنين (فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) في الأرحام (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) فلا تمدحوها إعجابا أو رئاء (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) بمن أطاع وأخلص العمل.
[٣٣] ـ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) عن الحق.
[٣٤] ـ (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) وقطع العطاء ، يقال أكدى حافر البئر : إذا بلغ الكدية وهي صخرة تمنعه عن الحفر.
نزلت في عثمان تولى وفرّ بأحد وكان ينفق ، فلامه أخوه لأمه عبد الله بن ابي سرح فقال : أرجو بذلك أن يغفر الله ذنوبي ، فقال اعطني ناقتك برحلها وانا اتحمّل
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٣١.
(٢) حجة القراءات : ٦٨٦.