الباقية والسعادة الدائمة ، ولما فيه من العبرة والتذكير.
[٢٩] ـ (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) نطقا أو حالا ما يحتاجون إليه من مهامهم ومصالح دينهم ودنياهم وهو كناية عن غناه وافتقارهم (كُلَّ يَوْمٍ) وقت (هُوَ فِي شَأْنٍ) أمر يبديه على وفق ما قضاه في الأزل من إيجاد واعدام وبسط وقبض وغيرها.
[٣٠] ـ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
[٣١] ـ (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) سنقصد لحسابكم أو سنتجرد له ، مستعار من قولك ـ لمن تهدّده ـ : سأفرغ لك ، إذ المتجرد للشيء أقدر عليه ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» بالياء (١) (أَيُّهَ الثَّقَلانِ) الجنّ والإنس ، سمّيا بذلك لثقلهما على الأرض أو لرجاحتهما عقلا ورأيا وخطرا.
ومنه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انّى تارك فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي (٢)
وضمّ «ابن عامر» «الهاء» (٣).
[٣٢] ـ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) وكون التهديد نعمة لكونه لطفا للمكلّف.
[٣٣] ـ (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا) تخرجوا (مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من نواحيهما هاربين من قضاء الله (فَانْفُذُوا) أمر تعجيز (لا تَنْفُذُونَ) لا تستطيعون النفوذ (إِلَّا بِسُلْطانٍ) بقوّة ولا قوّة ، لكم على ذلك والنعمة هنا الوعظ والتحذير والمساهلة فلذا قال :
[٣٤] ـ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
__________________
(١) حجة القراءات : ٦٩٢.
(٢) حديث مشهور متواتر ، نقله أكثر المحدثين والحفاظ ، انظر كتاب «العمدة لابن البطريق الفصل الحادي عشر».
(٣) حجة القراءات : ٦٩٢.