القطع ليخزى (الْفاسِقِينَ) اليهود بما يزيدهم غيظا.
قيل : لمّا أمر بقطع النّخل قالوا يا «محمّد» كنت تنهى عن الفساد ، فما بال قطع النّخل؟ (١) فنزلت.
[٦] ـ (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) ما ردّ عليه من النّضير أو الكفّار ، فإنّ الأرض وما فيها له صلىاللهعليهوآلهوسلم فما تغلّبوا عليه ثمّ أخذه منهم فقد فاء إليه أي رجع (فَما أَوْجَفْتُمْ) فما سيّرتم من الإيجاف وهو سرعة السّير (عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ) «من» زائدة (وَلا رِكابٍ) ابل ، إذ كانت قراهم على ميلين من المدينة ، فأتوها مشاة سوى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّه ركب جملا ولم يكن قتال يعتدّ به (وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فأنتم لا تستحقون فيه شيئا.
[٧] ـ (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) قيل الاولى في أموال النّضير وانّها للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصّة ، وهذه في الفيء من غيرهم.
وقيل هي بيان للأولى ولذلك ترك العاطف (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) وهو الإمام عليهالسلام (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) من بني هاشم وسبق في «الأنفال» (٢) نحو ذلك (كَيْ لا يَكُونَ) الفيء وهو علة لقسمته على هذا الوجه (دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) شيئا يتداولونه بينهم.
والخطاب للمؤمنين دون الرّسول وأهل بيته عليهمالسلام وقرأ «هشام» تكون بالتّاء ورفع دولة على التّامّة (٣) أي كيلا يقع شيء متداول بينهم (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) اعطاكم من الفيء والأمر (فَخُذُوهُ) وارضوا به وامتثلوه (وَما نَهاكُمْ عَنْهُ) من أخذ الفيء وغيره (فَانْتَهُوا) عنه (وَاتَّقُوا اللهَ) في معصية رسوله (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)
__________________
(١) نقله البيضاوي في تفسيره ٤ : ١٩٥.
(٢) سورة الأنفال : ٨ / ٤١.
(٣) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٣١٦.