وتغليظا في الحكم ، أو شيء من مهورهنّ (إِلَى الْكُفَّارِ) مرتدّات (فَعاقَبْتُمْ) فجاءت عاقبتكم أي نوبتكم من إعطاء المهر.
شبّه أداء كلّ من الفريقين المهر للآخر بأمر يتعاقبون فيه (فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) مثل مهرها من مهر المهاجرة ولا تؤتوه زوجها الكافر.
أو المعنى وان فاتكم فأصبتم منهم عقبى أي غنيمة فآتوا مهر الفائتة من الغنيمة (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) في أحكامه.
[١٢] ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) لمّا بايعه صلىاللهعليهوآلهوسلم الرّجال يوم الفتح ، جاءته النّساء يبايعنه فنزلت (وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ) يئدن البنات (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) وهو أن يلحق بأزواجهنّ غير اولادهنّ من اللقطاء ، ووصف بوصف ولدها الحقيقي من انّه إذا ولد سقط بين يديها ورجليها.
وقيل هو الكذب والنميمة وقذف المحصنة (١) (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) هو فعل الحسن وترك القبيح (فَبايِعْهُنَ) على ذلك (وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) للمؤمنين والمؤمنات.
[١٣] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) هم جميع الكفّار أو اليهود.
قيل كان بعض فقراء المسلمين يواصلونهم طمعا في ثمارهم (٢) فنزلت (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) من ثوابها لتكذيبهم النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مع علمهم بصدقه من كتابهم (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) أن يبعثوا أو ينفعوهم.
__________________
(١) تفسير التبيان ٩ : ٥٨٨.
(٢) نقله البيضاوي في تفسيره ٤ : ٢٠٠.