فيها بالمشيئة حتّى لا يحنث ويفيد انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حلف على ذلك (وَاللهُ مَوْلاكُمْ) متولّي أمركم (وَهُوَ الْعَلِيمُ) بمصالحكم (الْحَكِيمُ) فيما يحكم به عليكم.
[٣] ـ (وَإِذْ) واذكروا (أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ) هي حفصة (حَدِيثاً) تحريم مارية أو العسل أو تملّك «ابي بكر» و «عمر» بعده لا انّ الخلافة لهما كما حرّفوه تصحيحا لإمامتهما بدعوى النّصّ فيها ، ولو سلّم فلا نسلّم استلزامه للنّصّ لأنّ كونها لهما اعمّ من كونها بحق أو تغلّب ، على انّه يناقض انكارهم النّصّ مطلقا وقولهم انّ خلافة «ابي بكر» للإجماع لا النّصّ وخلافة عمر لنصّ صاحبه لا النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) (فَلَمَّا نَبَّأَتْ) حفصة عائشة (بِهِ) بالحديث (وَأَظْهَرَهُ اللهُ) واطّلع النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَلَيْهِ) على إفشائه (عَرَّفَ) اعلم النّبيّ حفصة (بَعْضَهُ) بعض ما ذكرت (وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) عن تعريفه تكرّما ، وخفّف «الكسائي» : «عرف» (٢) أي جازاها على بعضه وغضّ عن بعض (فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) أي الله.
[٤] ـ (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) التفات الى خطاب حفصة وعائشة للمبالغة في توبيخهما على تظاهرهما على النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) مالت عمّا يرضي النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الى ما يسخطه ، وذلك اثم يوجب التوبة.
وعبّر عن المثنّى بالجمع كراهة بين التّثنيتين فاكتفى بتثنية المضاف إليه (وَإِنْ تَظاهَرا) بالتّشديد وخفّفه «الكوفيون» (٣) تتعاونا (عَلَيْهِ) على النّبيّ فيما يؤذيه (فَإِنَّ اللهَ هُوَ) فصل أو مبتدأ خبره : (مَوْلاهُ) ناصره (وَجِبْرِيلُ) بالقراءات السابقة
__________________
(١) هذا جواب لما في تفسير البيضاوي ٤ : ٢٠٨.
(٢) حجة القراءات : ٧١٣.
(٣) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٠٩.