«ما» استفهاميّة مفعول مقدّم.
[٥٠] ـ (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) أي وبال ضلالي عليها (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) من الهدى تفضلا منه عليّ ، وفتح «نافع» و «أبو عمرو» «الياء» (١) (إِنَّهُ سَمِيعٌ) للأقوال (قَرِيبٌ) لا تخفى عليه الأحوال.
[٥١] ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا) عند الموت أو البعث أو يوم «بدر» لرأيت فظيعا (فَلا فَوْتَ) فلا يفوتوننا (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) من ظهر الأرض الى بطنها أو من الموقف الى النار أو من صحراء «بدر» الى «القليب».
وعن أهل البيت عليهمالسلام : هم جيش «السفياني» بالبيداء ، يخسف بهم من تحت اقدامهم (٢).
[٥٢] ـ (وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) ب «محمد» أو القرآن (وَأَنَّى) ومن أين (لَهُمُ التَّناوُشُ) تناول الإيمان بسهولة (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) فإنّه في دار التّكليف ، وهم في الآخرة.
مثلّث حالهم ـ في الاستحصان بالإيمان وقد فاتهم ـ بحال من يريد أن يتناول شيئا من بعد ، كتناوله له من قرب في الامتناع ، وهمّزه «أبو عمرو» و «الكوفيون» سوى «حفص» قلبا للواو لضمّها ، أو من النّأش أي الطّلب (٣).
[٥٣] ـ (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ) في وقت التكليف (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ) يرجمون بالظّن وما غاب علمه عنهم فيطعنون في الرّسول أو ينفون البعث (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) من جهة بعيدة عن حال الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وحال الآخرة وهي شبههم الملفقة.
[٥٤] ـ (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) من نفع الإيمان في الآخرة ، وأشمّ ضمّ الحاء «ابن عامر» و «الكسائي» (٤) (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ) بأمثالهم من كفرة الأمم قبلهم (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) موجب للرّيب.
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٠٩.
(٢) تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٩٧ و ٣٩٨.
(٣) حجة القراءات : ٥٩١ والكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٠٨.
(٤) تفسير البيضاوي ٤ : ٥٧.