الخير ما لا يعلم كنهه إلا هو ومنه الشّفاعة (فَتَرْضى) به.
عن «الصّادق» عليهالسلام : رضى جدّى ان لا يبقى في النّار موحّد ، (١) والظّاهر انّه أراد بالموحّد الموالي لهم ، إذ ولايتهم من شروط التّوحيد و «اللام» ابتدائيّة والتّقدير ولأنت سوف يعطيك ، فحذف المبتدأ وادخلت الخبر وأفادت مع سوف انّ ما وعدك كائن لا محالة وان تأخّر لحكمة ، وقيل للقسم وحذفت نون التّوكيد لأنّها علامة كون اللام للقسم وإذا علم ذلك لم يحتج إليها.
[٦] ـ (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) فضمّك الى جدّك عبد المطّلب ثمّ الى عمّك ابي طالب وأنت ابن ثماني ، فعطفه عليك فكفلك الى أن بعثك بالرّسالة ، فقام بنصرك مطيعا لك ، مؤمنا بك حتّى مات على ذلك والاستفهام للتّقرير أي وجدك ولذلك عطف عليه :
[٧] ـ (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) عن احكام الشّريعة (فَهَدى) فعلّمك بالوحي أو ضالًّا في الطّريق حين أتت بك حليمة الى جدّك أو في شعاب مكّة أو في طريق الشّام مع عمّك ابي طالب فهداك الى جدّك أو عمّك.
[٨] ـ (وَوَجَدَكَ عائِلاً) فقيرا (فَأَغْنى) بتربية ابي طالب وربح التّجارة والغنائم.
[٩] ـ (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) فلا تغلبه على حقّه لضعفه. [١٠] ـ (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) فلا تزجره.
[١١] ـ (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) وهو شامل لكلّ نعمة وللتّحدّث بلسان المقال ولسان الحال.
وقيل : أريد بها النّبوّة ، وبالتّحدّث بها التّبليغ (٢).
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٥ : ٥٠٥.
(٢) تفسير مجمع البيان ٥ : ٥٠٧.