وخصّ أهل الكتاب بمزيد توبيخهم لعلمهم ويلزمه كون المشركين اولى بالتّفرق لجهلهم.
[٥] ـ (وَما أُمِرُوا) بما أمروا به في كتبهم (إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ) لأجل أن يعبدوه أو ما أمروا إلا بأن يعبدوه (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) من الشّرك ومنه الرّياء (حُنَفاءَ) مائلين عن الأديان الباطلة ، حال مرادفة أو مداخلة (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) دين الملّة المستقيمة ، واحتجّ بها لوجوب النّيّة في العبادات حتّى الطّهارة وفيه نظر ، نعم تفيد وجوب الإخلاص في العبادة.
[٦] ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) حال مقدّرة (أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) الخليقة ، وهمزه «نافع» و «ابن ذكوان» في الموضعين (١).
[٧] ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قدّم مدحهم مبالغة.
[٨] ـ (جَزاؤُهُمْ) الّذي استحقّوه بإيمانهم وعملهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) اضافة تشريف (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) جمعت مضافة وموصوفة بما به يتمّ نعيمها مبالغة (أَبَداً) تأكيد لخلودهم (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بطاعتهم (وَرَضُوا عَنْهُ) بثوابه (ذلِكَ) المعدود من الجزاء والرّضوان (لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) فأطاعه ولم يعصه.
عن «عليّ» عليهالسلام : قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وانا مسنده الى صدري فقال : يا عليّ ألم تسمع قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) هم شيعتك. الحديث (٢).
وقال ابن عبّاس : نزلت في «عليّ» وأهل بيته عليهمالسلام.
__________________
(١) حجة القراءات : ٧٦٩.
(٢) تفسير مجمع البيان ٥ : ٥٢٤.