ـ بعد أن بيّن أبحاثاً متعددة حول إثبات التوحيد ونفي الشرك : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (١).
فإذا أردتم أن تسيروا في الصراط المستقيم والسبيل الحق فاسجدوا لذاته المقدسة فحسب ، إذ لله وحده تنتهى الخطوط في عالم الوجود ، وإذا أردتم النجاة من العواقب الوخيمة التي أصابت الامم السالفة لشركهم وكفرهم فوقعوا في قبضة عذاب الله ، فاعبدوا الله وحده.
الذي يجلب النظر ـ كما جاء في روايات متعددة ـ أنّ النبي صلىاللهعليهوآله عندما تلا هذه الآية وسمعها المؤمنون والكافرون سجدوا لها جميعاً.
وليست هذه هي المرّة الاولى التي يترك القرآن بها أثره في قلوب المنكرين ويجذبهم إليه دون اختيارهم ، إذ ورد في قصّة الوليد بن المغيرة أنّه لمّا سمع آيات فصّلت وبلغ النبي صلىاللهعليهوآله (في قوله) إلى الآية : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ). قام من مجلسه واهتزّ لها وجاء إلى البيت فظنّ جماعة من المشركين أنّه صبا إلى دين محمّد.
|
نهاية تفسير سورة النجم |
* * *
__________________
(١) ينبغي الإلتفات إلى أنّ هذه الآية هي ثالثة السجدات الواجبة في القرآن الكريم ، وإذا ما تلاها أحد بتمامها ، أو سمعها من آخر فيجب أن يسجد. طبعاً لا يجب فيها الوضوء ، لكن يجب الإحتياط في وضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه.