فضيلة تلاوة السورة : في المجمع عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : من قرأ في الفريضة سورة المدّثر كان حقّاً على الله أن يجعله مع محمّد صلىاللهعليهوآله في درجته ، ولايدركه في حياة الدنيا شقاء أبداً.
وبديهي أنّ هذه النتائج العظيمة لا تتحقق بمجرد قراءة الألفاظ فحسب ، بل لابدّ من التمعن في معانيها وتطبيقها حرفياً.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠)
سبب النّزول
إنّ النفر الذين آذوا رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم أبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحرث وامية بن خلف والعاص بن وائل اجتمعوا وقالوا : إنّ وفود العرب يجتمعون في أيّام الحج ويسألوننا عن أمر محمّد ، فكل واحد منّا يجيب بجواب آخر ، فواحد يقول مجنون ، وآخر يقول كاهن ، وآخر يقول شاعر ، فالعرب يستدلون باختلاف الأجوبة على كون هذه الأجوبة باطلة ، فتعالوا نجتمع على تسمية محمّد باسم واحد ، فقال واحد إنّه شاعر ، فقال الوليد : سمعت كلام عبيد بن الأبرص وكلام امية بن أبي الصلت ، وكلامه ما يشبه كلامهما ، وقال آخر كاهن ، قال الوليد ومن الكاهن؟ قالوا الّذي يصدق تارة ويكذب اخرى ، قال الوليد ما كذب محمّد قط ، فقال آخر إنّه مجنون ، قال الوليد ومن يكون المجنون؟ قالوا مخيف الناس ، فقال الوليد ما أخيف بمحمّد أحد قط ، ثم قام الوليد وانصرف إلى بيته ، فقال الناس صبأ الوليد بن المغيرة ، فدخل عليه أبو جهل ، وقال ما لك يا أبا عبد الشمس؟ هذه قريش تجمع لك شيئاً ، زعموا أنّك احتججت وصبأت ، فقال الوليد : ما لي إليه حاجة ولكني فكرت في محمّد ، فقلت إنّه ساحر ، لأنّ الساحر هو الّذي يفرق بين الأب وابنه وبين الأخوين ، وبين المرأة وزوجها ، ثم إنّهم اجتمعوا على تلقيب محمّد صلىاللهعليهوآله بهذا اللقب ، ثم إنّهم خرجوا فصرخوا بمكة والناس مجتمعون ، فقالوا : إنّ محمّداً لساحر ، فوقعت الضجة في الناس أنّ محمّداً ساحر ، فلما سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك اشتد عليه ، ورجع إلى بيته محزوناً فتدثر بثوبه ،