غضب أبرهة وقرر أن يهدم الكعبة هدماً كاملاً ، للإنتقام ولتوجيه أنظار العرب إلى المعبد الجديد ، فجهّز جيشاً عظيماً كان بعض أفراده يمتطي الفيل ، واتجه نحو مكة.
عند اقترابه من مكة بعث من ينهب أموال أهل مكة ، وكان بين النهب مائتا بعير لعبد المطلب.
بعث (أبرهة) قاصداً إلى مكة. جاء رسول أبرهة إلى مكة وبحث عن شريفها فدلوه على عبد المطلب ، فحدثه بحديث أبرهة ، فقال عبد المطلب ، نحن لا طاقة لنا بحربكم ، وللبيت ربّ يحميه.
وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه عن أن يجلسه تحته وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه [فنزل أبرهة عن سريره] فجلس على بساطه ، وأجلسه معه عليه إلى جنبه ، ثم قال لترجمانه : قل له : حاجتك فقال له ذلك الترجمان فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مئتى بعير أصابها لي فلما قال ذلك قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني أتكلمني في مئتى بعير أصبتها لك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه؟!
قال له عبد المطلب : إنّي أنا ربّ الإبل ، وإنّ للبيت ربّ سيمنعه ... فرد أبرهة على عبد المطلب الإبل التي أصاب له.
فلما انصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال ، والشعاب ، تخوفاً عليهم من معرة الجيش ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة :
لا هُمّ إنّ العبد يمنع رحله فامنع حلالك |
|
لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدواً محالك |
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
قال ابن اسحاق : ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة ، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها.
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبى جيشه وكان اسم الفيل محموداً ، وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب [الخثعمي] حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذ باذنه فقال : أبرك محمود ، أو ارجع راشداً