٣ ـ روى أبو جعفة قال : جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب ، وأنا أسمع ، فقال : حديث حدّثنيه عن عليّ بن أبي طالب ، قال : نعم ، بعثني مخنف بن سليم إلى عليّ فأتيته بكربلاء فوجدته يشير بيده ، ويقول : « هاهنا ، هاهنا ».
فبادر إليه رجل فقال له : ما ذاك يا أمير المؤمنين؟
فقال عليهالسلام : « ثقل آل محمّد ينزل هاهنا ، فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم ».
وانبرى الرجل قائلا : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟
فأجابه الإمام :
« ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم النّار » (١).
٤ ـ روى الحسن بن كثير عن أبيه أنّ عليّا أتى كربلاء فوقف بها ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء ...
فأجابه الإمام بأذى وأسى قائلا :
« ذات كرب وبلاء ... » ، ثمّ أومأ بيده إلى موضع منها ، فقال :
« هاهنا موضع رحالهم ـ أي خيمهم ـ » ، وأشار بيده إلى مكان آخر منها فقال :
« هاهنا مهراق دمائهم » (٢).
٥ ـ روى أبو حبرة قال : صحبت عليّا حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
« كيف أنتم إذا نزل بذرّيّة نبيّكم البلاء بين أظهركم؟ »
فأجابوه : إذا نبلى الله فيهم بلاء حسناً ...
__________________
(١) وقعة صفّين : ١٥٨.
(٢) نهج البلاغة ٣ : ١٦٩. وقعة صفّين : ١٥٨.