وردّ عليهم الإمام مفنّدا لمزاعمهم قائلا :
« والّذي نفسي بيده لينزلنّ بين أظهركم ولتخرجنّ إليهم فلتقتلنّهم ».
ثمّ قال :
« هم أوردوه
بالغرور وعرّدوا |
|
أحبّوا نجاة لا
نجاة ولا عذر » (١) |
لقد رفع الكوفيّون آلاف الرسائل إلى سيّد الأباة وزعيم الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام لينقذهم من عنف الأمويّين وظلمهم فاستجاب لهم ، فلمّا حلّ في ديارهم اجتمعوا عليه فقتلوه مع السادة العلويّين من أبنائه واخوانه وأبناء عمومته ، ومعهم النخبة الصالحة من أشراف الدنيا من أصحابه ، ومثّلوا شرّ تمثيل بأجسامهم الطاهرة ، ورفعوا رءوسهم على الرماح هدية لابن مرجانة وسيّده يزيد ... فكانت مأساة مروعة لم يشهد لها مثيل في تأريخ البشرية.
٦ ـ روى أبو هرثمة قال : كنت مع عليّ بنهر كربلاء ، فمرّ بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ من التراب قبضة فشمّها ، ثمّ قال : « يحشر من هذا الظّهر سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب » (٢).
٧ ـ روى الطبراني بسنده أنّ الإمام عليّ عليهالسلام قال :
« ليقتلنّ الحسين ، وإنّي لأعرف التّربة الّتي يقتل فيها بين النّهرين » (٣).
٨ ـ روى ثابت عن سويد بن غفلة أنّ الإمام عليهالسلام خطب ذات يوم فقام رجل من تحت منبره فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنّي مررت بوادي القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات ، فأستغفر له ...؟
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ : ١٩٠. المعجم الكبير ـ الطبراني ٣ : ١١٠ ، الرقم ٢٨٢٣.
(٢) مجمع الزوائد ٩ : ١٩١. المعجم الكبير ـ الطبراني ٣ : ١١٨ ، الرقم ٢٨٢٥.
(٣) مجمع الزوائد ٩ : ١٩٠. المعجم الكبير ـ الطبراني ٣ : ١١٧ ، الرقم ٢٨٢٤.