«فى اقسام الاطلاق»
«بقى هنا امور ينبغى التنبيه عليها»
«الاول :» ان الاطلاق يختلف حاله تارة يكون اللفظ مطلقا من وجه دون وجه ، واخرى يكون مطلقا من جميع الجهات ، فإن المتكلم تارة يكون نظره فى اطلاق اللفظ من حيث الافراد خاصة ، واخرى من حيث الحالات كذلك ، وثالثة من حيث الموارد كذلك ، ورابعة من حيث الاسباب كذلك ، وخامسة من حيث الجهات كلها ، ومقتضى الاصل هو الاخير ، ما لم يكن فى الكلام ما يدل على انصراف النظر الى جهة واحدة منها ، وإلّا فالمتبع اطلاقه من تلك الجهة لا غيرها ، ويبقى اللفظ مهملا من غير تلك الجهة ، فلا يجوز التمسك بإطلاقه من غير تلك المنظور اليها ، وبهذا يفترق الحال بين قولى المشهور وسلطان العلماء ، اذ على قول المشهور لا يجوز التفكيك فى الاطلاق من حيث الجهات ، لاستناد الاطلاق عندهم الى الوضع دون القرينة العقلية ، بخلافه على مذهب السلطان فإن الاطلاق عنده مستند الى القرينة ، وهى تختلف بحسب نظر المتكلم ، فربما يكون نظره الى الاطلاق الافرادى خاصة ، فيكون اللفظ حجة فيه خاصة دون غيره من الاطلاق الاحوالى ، مثلا لو ورد سؤر الهرة لا بأس به (١) كان ذلك دليلا على طهارة سؤرها من كل هرة ، ولكن لا يدل ذلك على طهارة سؤرها ولو كان فمها متلوة بالدم ، حينما تأكل من الشىء الذى بقيته يسمى
__________________
(١) ـ مثل ما فى الوسائل ج ١ ابواب الاسئار باب : ٢ حديث : ٢.