عنه ؛ تورّعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدّمهم ، وكان جلّة من السلف كثير عددهم يفسّرونه ، وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عن جميعهم.
* ت* : وخرج أبو عيسى التّرمذيّ في «جامعه» عن ابن عبّاس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قال في القرآن بغير علم ، فليتبوّأ مقعده من النّار» ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح (١) ، وخرّج أيضا عن ابن عباس عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «اتّقوا الحديث عنّي إلّا ما علمتم ، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار ، ومن قال في القرآن برأيه ، فليتبوّأ مقعده من النّار» ، قال / أبو عيسى : هذا حديث حسن (٢) ، وخرّج عن جندب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قال في القرآن برأيه ، فأصاب ، فقد أخطأ» (٣) ، قال
__________________
ـ الأعور ، رأس علماء التابعين ، وفردهم ، وفاضلهم وفقيههم. ولد سنة خمس عشرة. قال ابن عمر : هو والله أحد المقتدين به. قال قتادة : ما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه. وقال أحمد : مرسلات سعيد صحاح. قال أبو نعيم : مات سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدي : سنة أربع.
ينظر : «الخلاصة» (١ / ٣٩٠) ، «طبقات خليفة» ت (٢٠٩٦) ، «تاريخ البخاري» (٣ / ٥١٠) ، «تاريخ الإسلام» (٤ / ٤) ، «العبر» (١ / ١١٠) ، «سير أعلام النبلاء» (٤ / ٢١٧)
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ١٩٩) ، كتاب «التفسير» ، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه ، حديث (٢٩٥٠) ، وأحمد (١ / ٢٣٣) ، والبغوي في «معالم التنزيل» (١ / ٣٥) ، وفي «شرح السنة» (١ / ٢١١ ـ بتحقيقنا) ، كلهم من طريق سفيان ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به.
وقال الترمذي : حسن صحيح.
قلت : وعبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي.
قال أبو زرعة : ضعيف الحديث ، ربما دفع الحديث وربما وقفه.
وقال أبو حاتم : ليس بقوي.
وقال النسائي : ليس بقوي ، ويكتب حديثه.
وقال أحمد : ضعيف الحديث.
ينظر : «ميزان الاعتدال» (٢ / ٥٣٠) ، و «تهذيب التهذيب» (٦ / ٩٤)
(٢) أخرجه الترمذي (٥ / ١٩٩) ، كتاب «التفسير» ، باب : ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه ، حديث (٢٩٥١) ، وأحمد (١ / ٢٩٣) ، والبغوي في «شرح السنة» (١ / ٢١٠) من طريق عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وقال الترمذي : حديث حسن اه.
ومداره على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وقد مرت ترجمته.
(٣) أخرجه الترمذي (٥ / ٢٠٠) ، كتاب «تفسير القرآن» ، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه ، حديث (٢٩٥٢) ، وأبو داود (٢ / ٣٤٤) ، كتاب «العلم» ، باب الكلام في كتاب الله بغير علم ، حديث (٣٦٥٢) ، وأبو يعلى (٣ / ٩٠) ، رقم (١٥٢٠) ، والنسائي في «الكبرى» (٥ / ٣١) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب من قال في القرآن بغير علم ، حديث (٨٠٨٦) ، والبغوي في «معالم التنزيل» (١ / ٣٥) ، وفي «شرح السنة» (١ / ٢١١ ـ بتحقيقنا) ، كلهم من طريق سهيل أخو حزم ، عن أبي عمران الجوني ، عن جندب بن عبد الله به.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم.