أبو عيسى : هكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم وغيرهم أنهم شدّدوا في هذا في أنّ يفسر القرآن بغير علم.
وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم ؛ أنهم فسروا القرآن ، فليبس الظّنّ بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم ، أو من قبل أنفسهم ، وقد روي عنهم ما يدلّ على ما قلنا : إنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم ؛ حدثنا الحسين بن مهديّ البصريّ (١) ، حدثنا عبد الرّزّاق (٢) عن معمر (٣) عن قتادة قال : ما في القرآن آية ، إلا وقد سمعت فيها بشيء ؛ وحدثنا ابن أبي عمر (٤) ، حدثنا سفيان بن عيينة (٥) عن
__________________
(١) الحسين بن مهدي الأبلي ـ بالضم ـ أبو سعيد البصري. عن عبد الرزاق وعبيد الله بن موسى. وعنه الترمذي وابن ماجه قال أبو حاتم : صدوق. مات سنة سبع وأربعين ومائتين.
ينظر : «الخلاصة» (١ / ٢٣٢) ، «تهذيب الكمال» (١ / ٢٩٥) ، «تهذيب التهذيب» (٢ / ٣٧٢) ، «تقريب التهذيب» (١ / ١٨٠)
(٢) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري ، أبو بكر الصنعاني ، أحد الأئمة الأعلام الحفاظ. قال أحمد : من سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال ابن عدي : رحل إليه أئمة المسلمين وثقاتهم ، ولم نر بحديثه بأسا ، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع. وقال أحمد : لم أسمع منه شيئا ، لكنه رجل يعجبه أخبار الناس. مات سنة (٢١١) ه. عن ٨٥ سنة.
ينظر : «تاريخ البخاري الكبير» (٦ / ١٣٠) ، «الجرح والتعديل» (٦ / ٢٠٤) ، «ميزان الاعتدال» (٢ / ٦٠٩) ، «لسان الميزان» (٧ / ٢٨٧) ، «سير الأعلام» (٩ / ٥٦٣) ، «الثقات» (٨ / ٤١٢) ، «تهذيب الكمال» (٢ / ٨٢٩) ، «تهذيب التهذيب» (٦ / ٣١٠) ، «خلاصة التهذيب» (٢ / ١٦١) ، «البداية والنهاية» (١٠ / ٢٦٥)
(٣) معمر بن راشد الأزدي ، مولى مولاهم ، عبد السلام بن عبد القدوس ، أبو عروة البصري ثم اليماني ، أحد الأعلام. عن الزهري ، وهمام بن منبه ، وقتادة ، وخلق. وعنه : أيوب ، والثوري ، وابن المبارك ، وخلق. قال العجلي : ثقة صالح. قال النسائي : ثقة مأمون. وضعفه ابن معين في ثابت. توفي سنة (١٥٣) ه.
ينظر : «نسيم الرياض» (١ / ٧٤) ، «تراجم الأحبار» (٣ / ٢٥٥) ، «تذكرة الحفاظ» (١ / ١٧٨) ، «طبقات ابن سعد» (٣ / ٣٩٧) ، «تاريخ الإسلام» (٦ / ٣٩٤) ، «لسان الميزان» (٧ / ٣٩٤) ، «تهذيب الكمال» (٣ / ١٣٥٥) ، «تهذيب التهذيب» (١٠ / ٢٤٣) ، «خلاصة تهذيب الكمال» (٣ / ٤٧) ، «الكاشف» (٣ / ١٦٤)
(٤) محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، أبو عبد الله الحافظ ، نزيل مكة. عن فضيل بن عياض ، وأبي معاوية وخلق. وعنه مسلم ، والترمذي وابن ماجة وهلال بن العلاء. وثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم : صدوق ، حدث بحديث موضوع. عن ابن عيينة. قال البخاري : مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
ينظر : «الخلاصة» (٢ / ٤٦٨) ، «الكاشف» (٣ / ١٠٧) ، «تهذيب التهذيب» (٩ / ٥١٨)
(٥) سفيان بن عيينة بن أبي عمر بن الهلالي ، مولاهم أبو محمد الأعور الكوفي ، أحد أئمة الإسلام. روى عن عمرو بن دينار والزّهري ، وزيد بن أسلم وغيرهم ، كان حديثه نحو سبعة آلاف. قال ابن وهب : ما رأيت أعلم بكتاب الله من ابن عيينة. وقال الشافعي : لو لا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز ، ولد سنة (١٠٧) ه ، وتوفي سنة (١٩٨) ه.