الأزهر الجامع الرسمي للدولة
وبجانب ما كان يؤديه الأزهر ، من خدمات دينية وعلمية ، في العهد الفاطمي ، كان كذلك ، مركزا لتصريف بعض نواحي الحياة الرسمية في الدولة ، فكانت تعقد به الاجتماعات الهامة ، لكتابة صيغ الاتفاقات الرسمية ، كما كان مركزا للاحتفالات الرسمية ، كالاحتفال بمولد النبي الكريم ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والاحتفال بيوم عاشوراء ، وأيام الوقود.
من كل هذا ، تتجلى مكانة الأزهر ، في عهد الفاطميين ، تلك المكانة الدينية والعلمية والاجتماعية والرسمية ، التي كان له فيها جميعا مركز الصدارة ، منذ أرسيت قواعده (١).
وقال المستشار عبد الحليم الجندي :
قامت الدولة الفاطمية (نسبة إلى فاطمة الزهراء) في المغرب ثم مصر منتسبة إلى «إسماعيل» بن الإمام جعفر الصادق ، وكان قد مات في حياة الصادق ..
في بلاد المغرب ظهر عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطميّة سنة ٢٩٨ لتبقى دولة عظمى حتى سنة (٥٦٧ ه) فتحت جيوشها فسطاط مصر في ١٧ شعبان سنة ٣٥٨ (٧ / ٧ / ٩٦٩).
وفي ليلة الفتح وضع جوهر الصقلي قائد الجيش حجارة الأساس لمدينة القاهرة. وتم بناؤها في رمضان سنة (٣٧١ ه).
وفتح الأزهر للصلاة في الشهر ذاته وهو يوافق يونيو سنة (٩٧٢ ه).
__________________
(١) الأزهر في ١٢ عاما ص ١١ و ١٤ طبع الدار القومية للطباعة والنشر بالقاهرة.