كلمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها القارىء الكريم ...
تمر الأمة الإسلامية والعربية اليوم بمرحلة لعلّها الأصعب والأشّد حرجا في تاريخها المعاصر ؛ فقد تكالبت عليها قوى الشر والعدوان من كل جانب ، وشرعت لها أسلحة الفتك والتمزيق من كل لون ، وحاصرتها بمكائدها وفنون شرورها من كل صوب وناحية.
وكأنّ هذا كله لم يكفها ، فراحت تؤلب عليها شرذمة من أبنائها ، ضالّة مضلّلة ، ترميها بأشدّ أسلحتها فتكا وتدميرا ، ألا وهو سلاح الفتنة العمياء ، بعد أن ألبستها لبوس الحرص الزائف على الدين ، وعززتها بمخزون هائل من الأباطيل وفنون المكر والخداع ، راجية أن تقطف ثمار زرعها الحرام فرقة ونزاعا واختلافا ، بعد أن بذرت بينها بذورها السامة القاتلة ، عملا بمبدئها الذي لا تحيد عنه ، ولا تفتأ تبثه في هذه الأمة ، مبدأ «فرّق تسدّ»!!
وهذا الكتاب قارئي الكريم ، هو همسة صادقة ، بل هو ـ إن شئت ـ صرخة متألمة ، تدوّي في الأسماع علّها توقظها من سبات ، وتنبّهها من غفلة تكاد تودي بها ، صرخة تدعوها إلى نبذ الفرقة من بينها ، وإلى طرح