وقبل أن نشرع في تفسير السور ، والآيات ، فنحن نصدّر الكتاب بذكر مقدّمات لا بدّ من معرفتها لمن أراد الخوض في علومه تجمعها فنون سبعة. وذكر في الفنّ الخامس رأي السيد الشريف الرضي وقال :
واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب : «المسائل الطرابلسيّات» وذكر في مواضع أنّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان ، والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة ، فإنّ العناية اشتدّت ، والدّواعي توفّرت على نقله ، وحراسته ، وبلغت إلى حدّ لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأنّ القرآن معجزة النبوّة ، ومأخذ العلوم الشرعية ، والأحكام الدينيّة ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه ، وحمايته الغاية حتى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه من إعرابه ، وقراءته ، وحروفه ، وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيرا ، أو منقوصا مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد ... الخ (١).
* * *
رأي الفيض الكاشاني (٢)
قال العلامة المولى محسن بن مرتضى المعروف بالفيض
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ١٥ مطبعة العرفان صيدا ـ لبنان وقد تقدم ذكر هذا التفسير في كشف الظنون : ٢ / ١٦٠٢ للحاج خليفة.
(٢) قال الشيخ عباس القمي رحمهالله* محمد بن مرتضى المدعو بمحسن الكاشاني كان المحدث الكاشاني من أرباب العلم والفهم والمعرفة والمكاشفة ومن العرفاء الشامخين والعلماء المحدثين.
يروي عن جماعة من المشايخ وأسانيد الدين كالشيخ البهائي والمولى محمد طاهر القمي والمولى خليل القزويني والشيخ محمد ابن صاحب المعالم والمولى محمد صالح المازندراني