فالذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعينه فلو فرض سقوط شيء منه أو إعراب ، أو حرف ، أو ترتيب وجب أن يكون في أمر لا يؤثر في شيء من أوصافه كالإعجاز وارتفاع الاختلاف ، والهداية ، والنورية ، والذكرية ، والهيمنة على سائر الكتب السماوية إلى غير ذلك ، وذلك كآية مكررة ساقطة ، أو اختلاف في نقطة أو إعراب ونحوها (١).
وقال العلّامة الشيخ عبد الرّحيم المدرّس التبريزي :
نعم : لا إشكال إذا قلنا بعدم التحريف من عروض التقديم ، والتأخير وعدم رعاية الترتيب في الآيات كتقديم الآية الناسخة على الآية المنسوخة في سورة البقرة في عدّة الوفاة ، وغيرها. فإن في قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً ، وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ) وكذا في السور ، أو عروض تغيير في اللّفظ بحيث لا يتغيّر به المعنى كإسقاط ضمير الموصول في قوله تعالى :
وما عملت أيديهم في موضع (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) كما صرح بذلك علماء النحو (٢).
وقال العلامة الكبير السيد حسين مكي (طاب ثراه)
«لا نقص ولا زيادة في القرآن» نعتقد نحن الإمامية الاثني عشرية أن القرآن الّذي بأيدينا اليوم الّذي يقرأه العالم الإسلامي على ما هو عليه الآن هو القرآن الّذي أنزله
__________________
(١) تفسير الميزان ١٢ / ١٠٤ ، ١٠٧.
(٢) آلاء الرحيم في الرد على تحريف القرآن الكريم ص ٢٠ طبع طهران (عام ١٣٨١ ه).