جمع القرآن الكريم على عهد النبي (ص)
قال الإمام شرف الدين العاملي (قدسسره) :
وكان القرآن مجموعا أيام النبي صلىاللهعليهوآله على ما هو عليه الآن من الترتيب ، والتنسيق في آياته ، وسوره ، وسائر كلماته ، وحروفه بلا زيادة ، ولا نقصان ، ولا تقديم ولا تأخير ، ولا تبديل ، ولا تغيير ..
أجل : إنّ القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوصي ، والنبوّة ، مؤلفا على ما هو عليه الآن .. وقد كان القرآن زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يطلق عليه الكتاب قال الله تعالى :
(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(١) البقرة : ٢.
__________________
ـ الزيادة والنقصان) وبأحاديث كثيرة وردت عن طريق أئمة أهل البيت النبوي عليهمالسلام بإرجاع شيعتهم إلى التمسك بهذا القرآن المتداول بين يدي عامة المسلمين في جميع أقطار العالم وإليك نصّ أوّل إمام من أئمة العترة الطاهرة وصيّ الرسول وخليفته (صلىاللهعليهوآله) بلا فصل أمير المؤمنين ، وسيد الوصيّين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال عليهالسلام :
وعليكم بكتاب الله فإنّه الحبل المتين ، والنّور المبين ، والشّفاء النافع ، والرّي النافع [نفع العطش إذا أزاله] والعصمة للمتمسّك ، والنجاة للمتعلّق ، لا يعوّج فيقام ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تخلفه كثرة الرّد ، وولوج السّمع من قال به صدق ، ومن عمل به سبق.
(نهج البلاغة شرح محمد عبده ص ٣٣٥ ط بيروت ـ دار التعارف).
(١) بعض الآيات التي فيها جاء ذكر (الكتاب) :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ ...) النساء : ١٣٦.
(قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) المائدة : ١٥.
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) النحل : ٨٩.
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ). الجمعة : ٢.
(وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا) الأحقاف : ١٢.
(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) الزمر : ٢.
(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) ص : ٢٩.
(إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِ) الزمر : ٤١.