مكانة الأزهر في العصور المختلفة
الأزهر في عهد الفاطميين
كان الأزهر في عهد الفاطميين ، يمثل ركنا هاما من أركان الحياة الإسلامية والرسمية في الدولة ، فبين جنباته ، كانت تقام الصلوات الخمس ، وصلاة الجمعة ، على حين كان جامع الدولة ، الذي يجتمع فيه الخلفاء بالشعب يوجهون ويأمرون ويعظون ، كما كان الخليفة يخطب فيه بنفسه ، خطب الجمع في رمضان ، وخطب العيدين.
وأول كتاب درس في الفقه بالأزهر ، كان على مذهب الشيعة ، وضعه أبو حنيفة النعمان بن محمد القيرواني ، قاضي المعز لدين الله. وفي عام (٩٧٥ م) أملى علي بن النعمان ، على جماعة بالأزهر ، مختصرا لكتاب والده سمي ب «الاختصار» وتوالى أبناء النعمان ، وهم من المغرب ، على التدريس بالأزهر. ودرس بالأزهر أيضا ، كتاب في الفقه الشيعي ، ألفه يعقوب بن كلس ، وزير المعز لدين الله ، والعزيز بالله ، وجعله أساسا لدروسه في شهر رمضان ، وكان يقرؤه بنفسه على العامة والخاصة ، ويجلس في حلقته الفقهاء والقضاة ، وأكابر رجال الدولة.
وكان ابن كلس أول من فكر في اتخاذ الأزهر ، معهدا علميا