٢ ـ وللأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت
شيخ الأزهر الأسبق تصوير لتفسير
مجمع البيان في تفسير القرآن لأمين الإسلام
بسم الله الرّحمن الرّحيم
«... وشمرت عن ساق الجد ، وبلغت غاية الجهد والكد ، وأسهرت الناظر ، وأتعبت الخاطر ، وأطلت التفكير ، وأحضرت التفاسير ، واستمددت من الله سبحانه التوفيق والتيسير ، وابتدأت بتأليف كتاب هو في غاية التلخيص والتهذيب ، وحسن النظم والترتيب ، يجمع أنواع هذا العلم وفنونه ، ويحوي نصوصه وعيونه ، من علم قراءاته ، وإعرابه ولغاته ، وغوامضه ومشكلاته ، ومعانيه وجهاته ، ونزوله وأخباره ، وقصصه وآثاره ، وحدوده وأحكامه ، وحلاله وحرامه ، والكلام على مطاعن المبطلين فيه ، وذكر ما ينفرد به أصحابنا رضي الله عنهم من الاستدلالات ، بمواضع كثيرة منه على صحّة ما يعتقدونه من الأصول والفروع ، والمعقول والمسموع ، على وجه الاعتدال والاختصار ، فوق الإيجاز ودون الإكثار ، فإن الخواطر في هذا الزمان لا تحتمل أعباء العلوم الكثيرة ، وتضعف عن الإجراء في الحلبات الخطيرة ، إذ لم يبق من العلماء إلّا الأسماء ، ومن العلوم إلّا الذماء ، وقدّمت مطلع كلّ سورة ذكر مكيّها ، ومدنيّها ، ثم ذكر الاختلاف في عدد آياتها ، ثم ذكر