وعنه (صلىاللهعليهوآله) أيضا : «أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت اليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب الله عزوجل ، وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض». الحديث (١).
والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة. وقد صدع بها رسول الله (صلىاللهعليهوآله) في مواقف له شتى ، تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ؛ وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة على منبره في المدينة ، واخرى في حجرته المباركة في مرضه ، والحجرة غاصة باصحابه ، وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور.
وحسب أئمة العترة الطاهرة أن يكونوا عند الله ورسوله بمنزلة الكتاب ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكفى بذلك حجة تأخذ بالأعناق الى التعبد بمذهبهم ، فإنّ المسلم لا يرتضي بكتاب الله بدلا ، فكيف يبغي عن أعداله حولا.
والأحاديث الشريفة واضحة المعنى والمقصد ، فهي تطالب المسلمين بأن يتمسكوا بالقرآن والعترة نصا وروحا واقتداءا. وأن يجعلوهما منهجا يدركون ويفهمون من خلاله جميع مستلزمات ومتطلبات العصور المختلفة ، لأنّ في ذلك خيرهم وسعادتهم وكرامتهم وعزتهم.
وقد وردت في القرآن الكريم آيات علمية كثيرة ، جاء البعض منها كحالة إعجازية وتحد لبني البشر ، كما جاء البعض الآخر بصيغة أمثال علمية لبيان المراد من الآيات السابقة لها ، أو لتقريب بعض الحقائق لذهن الانسان.
هذه الحقائق العلمية أصبحت مصدرا لكثير من الباحثين العلميين والمحققين. فقد أثبت الزمن أنّ تلك المعلومات العلمية الثمينة بقيت شامخة وسط
__________________
(١) راجعه في أواخر الفصل ٢ من الباب ٩ من الصواعق المحرقة لابن حجر ، بعد الأربعين حديثا من الأحاديث المذكورة في ذلك الفصل ص ٥٧.