وأنّ «النساء أمانة في امته» وأنّ «من كانت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله بها الجنة».
فغيّر القرآن مفهوم الجاهلية نحو البنت من النظرة الحقيرة إلى النظرة الخيرة الطيبة لها ، واعتبر تبكير الام بالبنت يمنا وبركة.
وما حقق لها من ضمانات في الزواج بإذنها ورضاها ، دون إكراه أو اهمال ، ولا نجد في جميع الآيات القرآنية ما يسمح بفرض الزواج عليها دون رضاها ، أو يمنع المرأة من التصرف في أموالها حتى بعد الزواج.
ومن هنا تتأكد بجلاء حرية المرأة الأجتماعية في الأسلام .. إنها حرّة في العمل والكسب ، ولها استقلالها الأقتصادي وحقوقها المالية كاملة. وهي حرة في التعلم ، لأنّ طلب العلم في دين التوحيد فريضة على كل مسلم ومسلمة. وللمرأة أن تنشط إجتماعيا في نشر الثقافة أو إسداء الخير أو المشاركة في الخدمات العامة. ومنحها حرية تزويج نفسها ممن تشاء بلا ضغط ولا إرغام ، ومنحها حق الخروج والدخول في ثياب محتشمة ، لا تثير الشهوات ولا تجعلها نهبا للنزوات.
وهكذا تسجل الشريعة الاسلامية للمرأة ـ منذ أربعة عشر قرنا ـ من الحقوق والواجبات ما يرشحها للخلود والشمول. وهذا فضلا عما تخلل ذلك من رعاية وعناية خاصتين لها.
فالمرأة خلال حياتها الطويلة معرضة لمشاكل عديدة تمر بها يوميا خلال تلك المسيرة. وهذه المشاكل تتطلب حلولا شافية بشكل علمي وعملي ثابت ، يكون بمثابة دستور دائم تسير عليه حياة نصف مجموع الناس القاطنين على وجه المعمورة.
ولعل أكثر الامور حساسية في حياة المرأة هو ما تتعرض له من مضاعفات أثناء حياتها اليومية من جراء نمو جسمها ، ومتجددات حقوقها عند ما تبلغ الحلم ، أو أثناء زواجها حينما تبدأ ممارسة فعالياتها الجسدية والجنسية حيث تتعرض لأمراض عديدة أو مضاعفات طبية مختلفة ، تجعل حياتها عرضة للموت ، وتؤدي في بعض الحالات إلى كارثة تحل بالعائلة وتحطم مستقبلها.